الداخلة بريس:
اتهم تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية حول الحرية الدينية الدولية لسنة 2015، المملكة المغربية بالتضييق على أتباع المسيحية والشيعة المغاربة، من خلال منعهم من العبادة في الفضاءات العامة، في مقابل منح الحرية الدينية لليهود المغاربة، والمسيحيين الأجانب .
وقال التقرير إن أتباع المسيحية والشيعة غالبا ما يفضلون البقاء في الخفاء، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية، ومع ذلك، تسمح للطوائف المسيحية الأجنبية لحضور المراسم الدينية في أماكن محددة.
وأورد تقرير الخارجية الأمريكية الذي نشرته يوم الأربعاء 10 غشت 2016، أن المغرب الذي يبلغ تعداد سكانه 33 مليون نسمة، يحتوى على حوالي 3000 إلى 4000 مواطن يهودي بحسب تقديرات قادة الطائفة اليهودية بالمغرب، يسكن أغلبهم في مدينة الدار البيضاء.
أما المسيحيون فيبلغ عددهم بحسب تقرير الحرية الدينية ما بين 2000 إلى 6000 مغربي مسيحي موزعين على تراب المملكة، بينما لا يمارس الشعائر الدينية في الكنائس من هذه الفئة إلا ما بين 1000 إلى 3000 فرد.
وقدر التقرير عدد الشيعة بالمغرب بما يقرب 10 آلاف شيعي، لافتا إلى أن أغلبهم يستقر بشمال المملكة، بالإضافة إلى حوالي 2000 من الشيعة المستقرين بالمغرب وينحدرون من لبنان وسوريا والعراق، في حين قُدّر عدد البهائيين بحوالي 400 شخص يستقر أغلبهم في مدينة طنجة.
و اشارت وزراة الخارجية في تقريرها إلى أن الحكومة المغربية تنهج سياسة مراقبة على المسيحيين المغاربة على معتقداتهم وعلاقاتهم مع الآخرين من نفس الدين، مشيرة إلى أن السلطات المغربية أكدت غير ما مرة أنها تعارض أي محاولات لتحول بعض المسلمين إلى المسيحية مما يعني الاستمرار في فرض قيود تهم بالأساس اهتمام أي طرف بالمحتويات الدينية غير الإسلامية، وهو ما يخالف نصوص المذهب المالكي المعتمد في المغرب.
ولعل أبرز دليل على هذا التضييق بحسب التقرير الأمريكي، عدم قدرة مواطنين مغاربة على الجهر بمعتقداتهم الدينية كالإفطار العلني في رمضان، و ممارسة حرياتهم الفردية بسبب العقوبات الحبسية التي ينص عليها القانون الجنائي.
وفي المقابل توقف تقرير الخارجية الأمريكية عند ما اعتبره دورا محوريا للملكية في الإنفتاح وحرية المعتقد بالمغرب ومحاربة التطرف، وقد تم ذلك بحسب التقرير عبر “برامج ومبادرات من بينها إطلاق معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الدينيين”، وفتحه أمام الدول الاسلامية وغير الإسلامية للاستفادة من برامجه، منوها في الوقت بجهود المغرب في إحياء دور العبادة لليهود، ورعاية وترميم مقابرهم.