الداخلة بريس _ لن تنفعكم كراكيزكم


أضيف في 16 يوليوز 2016 الساعة 20:09


لن تنفعكم كراكيزكم


الداخلة بريس . الأشجعي ياسين

خرج الشعب التركي بصدور عارية وبرايات الوطن مدافعا عن الديمقراطية والمؤسسات والحرية ضد العسكر والاستبداد فنجح في ساعات قلائل في استرداد حريته ومؤسساته الدستورية التي حاول الجبناء انتزاعها منه وكان تحركه نابعا من ايمانه القوي بقضيته الوطنية العادلة. ففي معهد للاستراتيجيات في امريكا خرج تقرير يحذرها من التدخل في الدول الديمقراطية لأن أي تدخل مصيره الفشل وأن الشعوب حتما سوف تخرج للدفاع عن حريتها وقد أثبتث التجربة التركية ذلك.

         وبعودة لقطاع الصيدلة الذي يهمني كصيدلاني وحتى نستخلص الدروس صيادلة كنا أو لوبيات، إن القطاع بني على ديمقراطية صورية مشكلة على المقاس من خلال اطارات وهيئات مخترقة من طرف لوبيات القطاع مع الاعتماد على الاقصاء الممنهج للرأي المخالف والصوت الحر الذي يرفض أن يخدم مصالحها مع تركيز ثروة القطاع في أيادي فئة قليلة وتفقير أغلبية الصيادلة عبر الدفع إلى سن قوانين منظمة للمهنة تجعل منه قطاعا ريعيا بامتياز يحرم فئات عريضة من الصيادلة من حقها في الثروة وللوصول الى هذا الهدف عمدت الى زرع الخوف داخل الصيادلة عبر آليات تحكم جد خطيرة وعلى رأسها الشيكات على سبيل الضمان جاعلتا الصيادلة رهينتا جسديا وفكريا والتي ستنفجر في وجوه اللوبيات لا محالة. انهم يحاولون اسقاط الخوف عموديا وأفقيا بما يسمى بالخوفقراطية - أي تعميم الخوف ودمقرطته و توزيعه بين الصيادلة للتحكم - انها تعيش في خوف دائم ورعب أكثر مما تم اسقاطه على الصيادلة نابع من خوفها على مصالحها الاقتصادية الكبرى المهددة باستمرار لأنها تعي تماما أنه حينما يسقط الصيادلة خوفهم سوف يتم استرداد مؤسساتهم ودمقرطتها و الغاء تضارب المصالح لدى أعضائها ومن تم إيصال مطالبهم المشروعة إلى الجهات المعنية عبر محطات نضالية حقيقة والتي ستفضي إلى توزيع عادل للثروة بين الصيادلة وتضمن بقائهم.

إن لوبيات القطاع تعمل جاهدة ليلا نهار كي لا يسقط الصيادلة خوفهم إلا أنها تنسى أو تتناسى أن ما يحركها ويدفعها إلى اتخاذ قراراتها الارتجالية هاته هي حالة الفوبيا التي تعيشها مما يجعلها دائما مخطئة في تقديراتها وقراراتها رغم فعاليتها الظرفية و القصيرة المدى - لي كايحسب بوحدو كايشيط ليه - وهي تسعى دائما إلى خلق كراكيزها وصنع اطارات على المقاس متحكم فيها وفي أهدافها ورؤيتها المستقبلية عن وعي أو عن غير وعي في بعض الأحيان من طرف مؤسسيها وتحاول إيهامنا على أن هناك موالات ومعارضة مع دفعهم دائما إلى التحرك في الاتجاه الذي يخدم مصالحها إنها اليوم ترى ان لا حل لها سوى الاستمرار في الاستبداد الاقتصادي والفكري والنقابي من أجل بقائها والقضاء على الصيادلة خاصة الصغار منهم في المرحلة الآنية وحتى ان تم لها ذلك -(وهو أمر مستبعد لأن أغلبية الصيادلة فهموا اللعبة وخلفياتها وعما قريب سوف يجدون آلياتهم المضادة لإسقاط هذا المشروع العنصري الاقصائي) -  فالخطر المقبل لا محالة وهو ما تغيبه اللوبيات من رؤيتها المستقبلية هي الشركات المتعددة الجنسيات التي سوف تعصف بالجميع صيادلة كانوا أو لوبيات.

         لا حل للقطاع ولوبياته إن هم أرادوا البقاء إلا بالسماح بدمقرطة إطارات وهيئات صيدلي الصيدلية والقضاء على تضارب المصالح داخل أجهزتها التنظيمية لانه باستمرار الوضع على ما هو عليه فمصيرنا الزوال وآن ذاك لن تنفعكم كراكيزكم.






للتواصل معنا

0632268239

بريد الجريدة الإلكتروني

  [email protected]

 

المرجو التحلي بقيم الحوار  وتجنب القذف والسب والشتم

كل التعليقات تعبر عن راي أصحابها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



إصلاح الإدارة وربط المسؤولية بالمحاسبة: أية علاقة؟

السياسة المخزنية في إفريقيا ومخاطرها

البيجيدي والبيدوفيليا الحلال

الحكومة وعقدة الزيادة

مغربة الصيد البحري.. مشروع مرسوم في الاتجاه المعاكس

وضعية المرأة المعاقة في المغرب

في ذكرى الشهيد أيت الجيد محمد بن عيسى

احتماء الفرنكفونية بالملكية لا يعفي من مقاومتها

حماية وتطوير العربية: في أي دولة سيسن هذا القانون؟

في زوبعة ضبط أذان صـلاة الصبح