الداخلة بريس _ الثروة السمكية بالداخلة أمل مكسور


أضيف في 25 أبريل 2014 الساعة 05 : 22


الثروة السمكية بالداخلة أمل مكسور


 

 

بقلم: سليمان بوصولة باحث في الشؤون السياسية         

 لاحديث اليوم بمدينة الداخلة إلا عن الاستنزاف الخطير الذي تشهده الثروة السمكيةبالمدينة، فالكل أوكل نفسه مهمة فضح الإطراف المسؤولة  عن هذه الظاهرة التي ستعصف بمستقبل المدينة و أهلها، فكل يومتخرج علينا جمعية أو جهة معينة تدعي أنها توصلت إلى اكتشاف المسؤول الحقيقي الذييقف وراء هذا الاستنزاف الشنيع الذي سيحول خليج واد الذهب الشهير بكونه أكثرالخلجان العالمية عنا من حيث الثروات السمكية إلى أضخم مسبح رملي في العالم. الأكيدفي الأمر أن ظاهرة الاستنزاف قد بلغت ذروتها خلال السنوات القليلة الماضية و مازالت مستمرة إلى يومنا هذا، و يرجع السبب في ذلك إلى عوامل متعددة سنحاول التطرق لأهمها،أملين أن نجد أذانا صاغية من طرف كل من يهمه مستقبل هذه البلاد و عبادها، وقبلالخوض في عمار هذا الموضوع الشائك، لابد أن نشير إلى أن غياب الإرادة الجماعية وتغليب المصالح الفردية كانت دوما سببا رئيسيا في استفحال الظاهرة، فالإرادةالجماعية لوقف هذا النزيف الخطير هي الحل الأول و الأخير للظاهرة، و لا يمكن أنيتم التغلب على استنزاف الثروات بدون وجود إرادة جماعية قوية بدءا من المواطن العادي و انتهاءا عند وزير الصيد البحري، أما فيما يخص المصلحة الفردية فقد كانتدوما المحرك الرئيس لملف الاستنزاف بالداخلة، و لكن سرعان ما تنطفئ هذه الشمعةبمجرد تكميم الأفواه بصفقات شخصية تحيل الملف إلى طي النسيان. و حتى لا نكونمجحفين في حق بعض الرجال القلائل في مجال الصيد البحري و الدين عرفناهم دومابتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و النظر إلى الموضوع من زاوية المعني بالأمرو المسؤول عن وقف الاستنزاف بكل أشكاله، و لكن للأسف الشديد فان السواد الأعظم منرجال الصيد البحري مسؤولون مسئولية مباشرة عن انتشار الظاهرة بالمدينة.                         

   ميناء الداخلة اليوم يعج بما يزيدعن مئتا باخرة للصيد الساحلي تشغل حوالي ثلاثة ألاف عامل، هؤلاء العمال و علىالرغم من الظروف القاسية التي يزاولون فيها مهامهم، و التي لا تكفل لهم أدنى مستوىمن حقوق العمال، فإنهم مسؤولون بدورهم عن استنزاف ثروة تعد المورد الرئيس لمعيشتهمو مستقبلهم، و قد يقول قائل بان هذا اتهام خطير و في غير محله، فنرد عليه اننااخترنا المصداقية و الشفافية سبيلا لاكتشاف المسؤولين الحقيقيين عن استنزاف ثرواتناالطبيعية حتى لو اقتضى الأمر الخوض في طابوهات الدولة المظلمة. نعم إن البحارمسؤول عن استنزاف الثروة السمكية، وذلك باستبدال شباك الصيد المرخصة وطنيا و دوليابأخرى محظورة و لا تخدم مصلحتهم الشخصية قبل أن تخدم مصلحة المنطقة، هذه الشباكالتي يستعملونها و التي لا تتعدى عيونها الثلاثين مليمتر تأتي على الأخضر و اليابسو تستهدف أنواع سمكية غير مرخصة تدخل في دائرة الأسماك المعرضة للانقراض، بالإضافةإلى عدم احترام الأميال البحرية المنصوص عليها و بعض  الأعمال اللاخلاقية التي يقوم بها المهنيين من قبيل رمي أطنان الأسماكفي عرض البحر. هكذا يكون المهنيين فاعلين  رئيسيين في استنزاف الثروة السمكية بالداخلة.                                                                                            

  الدولة بالطبع متورطة في الموضوع حتى العنق، و بالتحديد في شخص وزارة صيدها و بعض المسؤولين في حكومة الظل الذين يمتلكونأساطيل نظام تجميد مياه البحر، و الذين لا يتسع المقام لذكر أسماءهم، المهم أنالدولة متهمة بالمساهمة في استنزاف الثروة السمكية. هذه الحقيقة تظهر جليا من خلالالسكوت عن الطريقة العشوائية التي تشتغل بها سفن تجميد   مياه البحر، و الضوء الأخضر الذي تمنحه الدولة لهذهالسفن، التي تعامل معاملة خاصة في القطاع ليس بالنظر إلى الفوائد التي تعود بهاعلى القطاع و إنما بالنظر إلى المكانة الخاصة التي يحظى بها ملاك هذه السفن علىالرغم من الإحراج الذي سببته هذه السفن للمملكة على المستوى الدولي من خلالالفضائح المصورة و التي نشرت سابقا، إلا أن الدولة غضت الطرف عن هذا الأسطول و لمتكلف نفسها عناء إيجاد آلية لمراقبة هذه السفن التي لا ترحم من في البحر و لا منفي البر. المعضلة الثانية التي تورطت عن طريقها الدولة في باب استنزاف الثروةالسمكية هي اتفاقية الصيد الروسية- المغربية، و التي لا يعرف عنها إلا أنها موجودةعلى ارض الواقع، و لكن الأكيد في الأمر أنها لا تصب في مصلحة المنطقة و لاساكنتها، فالمعلوم لدى الجميع أن السفن الروسية صاحبة السمعة السيئة عالميا تأتيعلى الأخضر و اليابس، في ظل سكوت وتواطؤ و تستر مفضوحين من طرف الوزارة الوصية عن القطاع

يبدو ان موضوع الاستنزاف السمكي الذي يعصف بالمنطقة و مستقبلها هو ظاهرة لازالت تحتاج الى المزيد من تسليط الضوء، بالنظر إلى التعقيد الذي يشوبها و توسع دائرة المتورطين الرئيسيين فيها، وعلى الرغم من الخرجات الإعلامية    التي تقوم بها بعض الجمعيات التي تدعي اهتمامها على المحافظة على الثروة السمكية، إلا أننا أصبحنا نشكك في النوايا الحقيقية لهذه الجمعيات التي فشلت حتى حدود الساعة في انتزاع و لو مكسب بسيط لفائدة حماية الثروة و يرجع ذلك  باختصار إلى البيت الشعر التالي : 

  لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن***************** فالقوم في السر غير القوم في العلن       

 

 


 






للتواصل معنا

0632268239

بريد الجريدة الإلكتروني

  [email protected]

 

المرجو التحلي بقيم الحوار  وتجنب القذف والسب والشتم

كل التعليقات تعبر عن راي أصحابها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



إصلاح الإدارة وربط المسؤولية بالمحاسبة: أية علاقة؟

السياسة المخزنية في إفريقيا ومخاطرها

البيجيدي والبيدوفيليا الحلال

الحكومة وعقدة الزيادة

مغربة الصيد البحري.. مشروع مرسوم في الاتجاه المعاكس

وضعية المرأة المعاقة في المغرب

في ذكرى الشهيد أيت الجيد محمد بن عيسى

احتماء الفرنكفونية بالملكية لا يعفي من مقاومتها

حماية وتطوير العربية: في أي دولة سيسن هذا القانون؟

في زوبعة ضبط أذان صـلاة الصبح