الداخلة بريس:
هذه قصة اغرب إلى الخيال، بطلها راعي غنم إسمه حسن وينحدر من جماعة سيدي لكراثي بإقليم الصويرة، ظل يعمل راعيا للإبل في البيداء لمدة 25 سنة بلا أجر وبوجبة طعام واحدة في اليوم، ولا يعرف النقود والأوراق المالية، كما أنه لم يسمح له،خلال مدة احتجازه، بأن يتردد على المدينة سوى مرتين في حياته.
وظل الراعي حسن محتجزا من قبل حجز شخص يملك قطيعا من الإبل بضواحي مدينة بوجدور لأكثر من 25 سنة، من دون أجر ويعيش في ظروف لا إنسانية، ينام في الخلاء كما اتفق، ويكتفي بوجبة طعام واحدة في اليوم عبارة عن خبز وشاي.
وبحسب أحد أفراد أسرة الراعي، حسن خليل (44 سنة) فإن قريبه التقى سنة 1989 بأحد السمسارة في مدينة إنزكان، حينما رحل حسن من مدشره من منطقة الشياظمة بجماعة سيدي لكراتي باتجاه انزكان، فطلب السمسار من حسن أن يعمل راعيا للإبل في الصحراء لدى أحد الكسابة بمقابل مادي يتراوح ما بين 200 و 350 درهما في الشهر، فقبل حسن العرض بدون تردد نظرا لحالة العوز التي كان يعيش فيها.
مباشرة بعد ذلك، انتقل الراعي حسن بمعية مالك الإبل إلى مناطق الكلتة والجريفية بضواحي بوجدور لمباشرة عملية الرعي بعد تعاقد شفوي بين الطرفين، حيث ظل يمارس هاته المهام بلا أجر بمقابل وجبة واحدة مغرب كل يوم، بعد أن يسلمه الكساب المواد ويطهيها بنفسه، بعدها ينام في الخلاء مهما كانت الظروف المناخية.
يستمر الضحية الراعي حسن، حسب رواية أحد أفراد أسرته في مداومة الرعي، وكلما طالب بالرحيل عن المنطقة يواجه بالتعنيف والاعتداء، مع صعوبة تتمثل في كونه يجهل مسالك وفيافي الصحراء واتجاهاتها.
حسبما تذكره الراعي الضحية حسن، فقد رأي المدينة مرتين طيلة 25 سنة، بعد أن تم نقله إليها من أجل العلاج بالمستشفى الإقليمي لبوجدور بسب مرضه، وحينما ينقل إلى أحد البيوت بالمدينة في كل مرة، تتم حراسته خوفا من فراره.
اضطر الكساب إلى رهنه لدى كساب آخر يدعى السالك للقيام بنفس العملية بمقابل شهري يصل إلى 1500 درهم من دون أن يصل إلى جيب الضحية حسن أي درهم.
أسرة الضحية حسن (أخته وأخوه) حاولوا غير ما مرة البحث عنه، ففي المرة الأولى قيل إنه يتواجد بضواحي كلميم، حيث بحثت عنه الأسرة لأكثر من ثلاث سنوات في كل الجماعات الترابية للمنطقة.
وفي المرة الثانية تم الانتقال إلى بوجدور، حيث تم كراء سيارة وشرع في البحث عنه بضواحي بوجدور خلال شهر مارس الماضي لأكثر من 10 أيام بتوجيه من أحد البحارة الذي دلهم عل مواقع الكسابة.
تم العثور على الراعي المختفي حسن، ونقل إلى مستشفى بوجدور يوم السبت الماضي، حيث ما يزال يرقد، وأجريت له تحاليل مخبرية ، كما تمت معاينة رضوض في مختلف أطراف جسده.