الداخلة بريس _ الداخلة موطن الخلايا النائمة للبوليساريو


أضيف في 11 مارس 2014 الساعة 07 : 19


الداخلة موطن الخلايا النائمة للبوليساريو


 

 

الداخلة بريس : م . م . ل

تكتسي جهة وادي الذهب الكويرة أهمية كبرى نظرا لشساعة رقعتها الترابية كإحدى أكبر جهات المملكة الشريفة فضلا عن موقعها الجغرافي المتميز ذلك أنها بوابة المغرب الجنوبية على بلدان غرب إفريقيا ، حيث تحدها جنوبا وشرقا دولة موريتانيا الشقيقة التي تنشط بها خلايا البوليساريو و المخابرات الجزائرية، و من ناحية الغرب جزر الكناري الاسبانية المعقل الحصين للجمعيات و المنظمات الاسبانية المناوئة لوحدة المغرب الترابية والوطنية، و لزاما عليه حظيت هذه الجهة باهتمام مخابرات الانفصاليين و سادتهم بقصر المرادية ، و ذلك من خلال تجنيد عناصر من أبناء هذه الجهة والتغرير بهم من خلال استغلال أخطاء الإدارة المغربية والقائمين عليها من أجل إقناعهم بصواب طرحهم.

         إن تنامي نفوذ الانفصاليين في الآونة الأخيرة و انقسام الرأي العام المحلي بين مؤيد لهذا الطرح ، و شامت في الإدارة و أجهزتها و من طريقة عملها ، و حائر في أمره،  يدفع الجميع إلى دق ناقوس الخطر و القيام بنقد ذاتي داخلي من أجل تقييم الأوضاع ووضع اليد على مكامن الخلل في تعاطي الإدارة الترابية خلال هذه السنوات الأخيرة مع هذا الملف الحساس و الشائك.

         لقد قامت إستراتيجية الانفصاليين منذ البدايات الأولى لتأسيس جبهتهم المزعومة على تصيد أخطاء الإدارة المغربية و البناء عليها من أجل بناء خطتهم الهجومية من أجل ضرب أسس الوحدة الوطنية والترابية للمملكة.

و عليه فإن التعاطي مع ملف الصحراء يتطلب فهم عقلية الإنسان الصحراوي المسيس بالفطرة ، والذي يردد في سلامه عليك عبارة :"شطاري " أي بمعنى ما هي الأخبار الجديدة لديك ، والتي تكون في العادة موضوع نقاش موسع في جلسات السمر خلال جلسات الشاي، الذي غالبا ما يتم الحديث فيها عن تهميش العنصر الصحراوي من طرف القائمين على  صناعة القرار السياسي المحلي .

فالسلطات الإقليمية في مكاتبها الفاخرة بمكيفات الهواء بمنأى عن حر ما يحاك ضد وحدة المغرب الترابية ، مشغولة بتنظيم مهرجانات بميزانيات ضخمة لم تقدم أي إضافة نوعية للدفاع عن الوحدة الترابية أو تنمية هذه الجهة ، اللهم الاغتناء غير المشروع لمجموعة من المسؤولين و النخب المحلية الفاسدة.

أما المشاكل الاجتماعية للمواطنين فإنها غالبا ما تواجه بالمقاربة الأمنية الضيقة ، و في الكثير من الأحيان يتم تحريف مطالب المواطنين من مطالب اجتماعية بسيطة إلى مطالب سياسية عندما يدخل عناصر الانفصاليين على الخط ، مستغلين في ذلك صد أبواب الإدارة في وجه المواطنين.

وهذا بالتحديد ما حدث مؤخرا عندما قامت مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل ، و المتزوجين الراغبين في الاستفادة من بقع أرضية من أجل السكن بالاعتصام أمام مقر ولاية جهة وادي الذهب الكويرة أياما قليلة قبيل إعطاء الانطلاقة الرسمية للنسخة الرابعة من مهرجان الصحراء و البحر، الشيء الذي دفع السلطات المحلية إلى فتح قنوات الحوار مع المعتصمين من أجل تأجيل النظر في مطالبهم إلى ما بعد اختتام فعاليات المهرجان المذكور، وهو الامر الذي أذعن له المحتجون بعد تطمينهم من طرف السيد الوالي حميد شبار بإيفاء مطالبهم الرعاية المطلوبة.

و بالفعل استجاب المعتصمون لرغبة السلطات المحلية و فضوا اعتصامهم و كانوا في مستوى تحمل المسؤولية وتقدير الظرفية الحساسة المحيطة بفعاليات المهرجان ، و المخططات التي تحاك في السر من أجل تعكير صفو المهرجان، و محاولة تأزيم الأوضاع أياما قليلة قبل انعقاد قمة المغرب و الاتحاد الأوربي بتاريخ:6 و7 مارس الماضي.

كما أن السيد الوالي حميد شبار كان في مستوى تطلعات ساكنة الجهة التي رأت فيه تجسيدا لمفهوم الحكامة الجيدة من خلال انتهاجه لسياسة القرب خلافا لسابقه الذي حول مقر الولاية إلى ثكنة عسكرية ، و تعامل بمنطق أمني صرف مع المطالب الاجتماعية للساكنة.

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ذلك أن عملية توزيع البقع الأرضية تمت بشكل عشوائي و مرتجل أفضت إلى إقصاء فئات عريضة من ساكنة الجهة ، و بالتحديد المواطنين التابعين إداريا لعمالة إقليم أوسرد و المقيمين فعليا بمدينة الداخلة كما هو حال العمالة العتيدة، الشيء الذي أدى بهؤلاء إلى الاعتصام أمام مقر الولاية وذلك يومه:8 مارس أي يوم بعد اختتام أعمال قمة المغرب و الاتحاد الأوربي والتي تم فيها منح المغرب وضعا متقدما شريطة التقدم في ملف احترام حقوق الإنسان .

هذا الاعتصام سيشهد دخول الانفصاليين على الخط وترديد شعارات مناوئة للوحدة الترابية في محاولة لاستفزاز القوات العمومية والتي ردت على هذه الاستفزازات بشكل عنيف غير مفرقة بين ذوي المطالب الاجتماعية البسيطة والعناصر الانفصالية المندسة والمعروفة لدى هذه الأجهزة.

و مرة أخرى ينجح الانفصاليون في ركوب موجة الاحتجاجات الاجتماعية و جر الأجهزة الأمنية إلى ارتكاب الأخطاء، لأنها الوسيلة الوحيدة المتبقية لديهم بسبب إفلاس خطابهم و عدم قدرتهم التنظيمية على التأطير الجماهيري و التواصل مع الجماهير الشعبية التي هي في أمس الحاجة إلى من يقدم لها العون في أوضاعها المعيشية و يوفر لها سبل العيش الكريم.

وفي الختام نطرح هذا السؤال الجوهري:

مـــا الــعمـــــل؟؟؟

نقترح لتجاوز هذه المشاكل جملة من الإجراءات الاستعجالية :

 

  • مد جسور الثقة مع العناصر الصحراوية الوحدوية و مدها بآليات العمل و تمكينها من مناصب المسؤولية لتكون في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضية الوطنية.
  • التعجيل بتطبيق الجهوية الموسعة من جانب واحد ، و تكوين العناصر الصحراوية المؤمنة بالمشروع الوحدوي من أجل إنجاح هذا المشروع حتى تلتحق بها عناصر محتملة من الضفة الأخرى، فإذا كان الانفصاليون يرفعون شعار:" لا بديل عن تقرير المصير"، فمع تعدد البدائل مع وجود تجربة الجهوية الموسعة ناجحة سيكون بإمكان اختيار هذا البديل.
  •  تطعيم المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء بعناصر وطنية كفؤة و ذات تكوين يمكن الإفادة منها في الدبلوماسية الموازية للدفاع عن قضيتنا الوطنية ، ومن أجل الرفع من القدرة الاقتراحية للمجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء.
  •  تشكيل خلايا داخل العائدين ، الجاليات ،الأشبال و فعاليات المجتمع المدني من أجل رصد تحركات الانفصاليين سواء بالجهة ،أو بالشقيقة موريتانيا أو جزر الكناري.

لقد أن للجهود أن تتكاثف لطرح التساؤلات التالية وإيجاد إجابات شافية لها:

من هم الانفصاليون؟ كيف يفكرون ؟ وكيف يتحركون؟ ما هي شبكاتهم؟ ما هي طرق تمويلهم؟ و ما هي استراتيجياتهم على المدى القريب و البعيد؟ و كيف يعقل أننا بعد 30 سنة من استرجاع هذه الجهة لا نزال عاجزين عن اختراق سيطرة المخابرات الجزائرية للمخيمات والقيام بخلخلة الأوضاع داخل المخيمات، و الانتقال من وضع من يتلقى اللكمات إلى وضع من يسددها، مستغلين في ذلك عناصر من العائدين والجاليات لبناء سياسة هجومية.

  •  فتح قنوات الحوار و النقاش مع بعض الانفصاليين من أجل ثنيهم عن أفكارهم و تصوراتهم الخاطئة ( نهج سياسة العصا والجزرة).
  •  تفعيل الدور التعبوي للأحزاب السياسية و التنظيمات النقابية و تأهيلها لترقى بدورها لتعبئة المواطنين و رفع مستوى اليقظة لديهم.
  •  و ضع مخططات إستراتيجية اقتصادية من أجل التنمية الشاملة للجهة ، تمكن من التقليل من اعتماد المواطنين على الدولة من خلال التوظيف المباشر أو منح الانعاش الوطني و عمليات توزيع البقع الأرضية ، عملا بالمبدأ الصيني : " لا تعطني سمكة و لكن علمني كيف أصطاد.






للتواصل معنا

0632268239

بريد الجريدة الإلكتروني

  [email protected]

 

المرجو التحلي بقيم الحوار  وتجنب القذف والسب والشتم

كل التعليقات تعبر عن راي أصحابها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



6جرحى في مواجهات عنيفة بالعيون على إثر نزاع حول بقعة أرضية

البحر يلقي ثلاث جثث جديدة بمنطقة العركوب

فرع المركز المغربي لحقوق الانسان بالداخلة ضد إهانة العمال والعاملات في القطاع الفلاحي

صحفي من الداخلة ضمن الفائزين بجائزة الصحراء للصحافة

المغرب يعمل من أجل إدماج ناجح للمهاجرين

ميثاق الشرف الإعلامي العربي

ضمان احترام حقوق الانسان مهمة يقتسمها القضاء ورجال الأمن والحقوقيون

الداخلة : تسليم بطائق الإقامة للأجانب المقيمين بالمغرب

قرية بالصحراء في دائرة النسيان

تنطم جمعية شباب التنمية حملة تبرع