الداخلة.. المدير الجهوي للفلاحة يطمئن كسابة الجهة

الداخلة بريس:

في حديث لجريدة الداخلة بريس، يسلط المدير الجهوي للفلاحة بالداخلة وادي الذهب، الشريف الأرقم، الضوء على مؤهلات الفلاحة على الصعيد الجهوي، ومرونة وصمود القطاع أمام نقص التساقطات المطرية، والتدابير المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، وكذا آفاق القطاع.

1 ــ تشكل الفلاحة أحد الركائز الكبرى للاقتصاد على الصعيد الجهوي، فعلى ماذا تقوم أهمية هذا القطاع ؟

يقوم القطاع الفلاحي في جهة الداخلة وادي الذهب على الإنتاج الحيواني وعلى رأسها تربيو الإبل والإنتاج النباتي، وخاصة البواكر والمنتوجات المجالية، كالنباتات الطبية والعطرية والأجبان واللحوم المجففة للإبل.

المؤهلات الفلاحية الحقيقية التي تزخر بها الجهة: وعاء عقاري مهم، ومشروع تحلية ماء البحر، ومراعي شاسعة ومتنوعة بيولوجيا، قطيع حيواني مهم وبالأخص الإبل، والظروف المناخية الملائمة لزراعات البواكر وتربية الدواجن ذات القيمة المضافة العالي والمحدثة لفرص الشغل.

2 ــ تميز الموسم الفلاحي الحالي ببعض التساقطات المطرية القليلة التي شهدتها الجهة، والتي زرعت الأمل بقلوب كسابة الجهة، مغلف بتخوف كبير من ارتفاع موجة قدوم ماشية كسابة باقي جهات المملكة إلى مراعي الجهة مما سيتسبب في القضاء على الغطاء النباتي وتضرر الكسابة المحليين من الأمر، وهو الأمر الذي برز مؤخرا في بيانات تنسيقية الكسابة بجهة الداخلة وادي الذهب، فماهي الإجراءات التي اتخذتها المديرية الفلاحية بالجهة لطمأنة الكسابة المحليين والحيلولة دون تضرر ماشيتهم من إقبال كسابة باقي الجهات على المجال الرعوي بجهة الداخلة وادي الذهب؟

في البداية يجب التذكير بأن قبل إخراج القانون 133ـ13 المتعلق بالترحال الرعوي، وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، كانت تتوافد على الجهة في بداية التساقطات أعداد كبيرة من قطعان الماشية، دون معرفة أعدادها، ولا نوعيتها، إلا أن بعد دخول القانون السالف الذكر حيز التنفيذ، تم ضبط وقت استقبال القطعان مما ساعد في نمو الغطاء النباتي بشكل جيد.

هذا، وتتم في الآونة الأخيرة الاستعانة ببعض الخبراء في الميدان لتقييم حالة المراعي القابلة لاستقبال قطعان الماشية وطمأنة كسابة الجهة، حتى تتم الاستفادة بشكل معقول من كل طبقات الغطاء النباتي، وضبط أعداد الماشية المرخص لها وتحديد نوعيتها في إطار التضامن السوسيو اقتصادي بين باقي الجهات.

3 ــ أمام تداعيات جائحة كورونا، ما هي التدابير المتخذة لدعم القطاع ؟

وضعت الوزارة الوصية مجموعة من أدوات الحكامة والتحسيس من أجل توفير الإجراءات وإطار العمل الذي تم تكييفه مع المتطلبات التي فرضها سياق الأزمة الصحية، حيث تم إصدار الدوريات المصحوبة بدليل إجراءات مصورة، وتوزيعها قصد تثبيت بيئة ونظام عمل يضمن سلامة وصحة الجميع.

وتضمن هذا البروتوكول جزئين، شكلا موصوع خمسة دوريات وزارية:

الأول : تعلق بجميع المهنيين والعاملين ي قطاع الفلاحة. وخاصة ، الإجراءات الواجب اعتمادها على مستوى الضيعات الفلاحية ووحدات تثمين وتعليب وتحويل المنتجات الفلاحية، ومجمل السلسلة اللوجستيكية للقطاع، بما في ذلك نقل المستخدمين والعمال.

الثاني: تعلق بالمصالح الإدارية الجهوية والإقليمية، وجميع المؤسسات التابعة لها، وكذلك سبل التواصل مع المهنيين والزوار، عبر الاحترام الصارم للتدابير المتخذة، وتعبئة الآليات اللازمة للحفاظ على أدائها. وفي هذا الإطار، تم إحداث لجنة قطاعية على الصعيد الجهوي، وقد قامت بعدة عمليات للتحسيس والتواصل مع المهنيين مع التأكيد على الاحترام الصارم للتدابير النتخذة، مما ساعد على:

1. تموين منتظم وكاف للسوق بالمنتوجات الغذائية الفلاحية

2. وضع برنامج للزراعات الربيعية والصيفية على صعيد جميع الجهات للمملكة لضمان تزويد السوق إلى متم نهاية السنة.

3. فيما يخص الجهة، استمرار وحدات الإنتاج الفلاحي بشكل عادي، ولم تتوقف أي وحدة، كما تم الحفاظ على نفس مستوى الإنتاج والتصدير والتشغيل ( حوالي 4000 عامل)، مع اتخاذ جميع التدابير المتعلقة بوباء كوفيد 19.

4 ــ أمام هذه الظرفية الاستثنائية، كيف ترون آفاق القطاع الفلاحي على الصعيد الجهوي ؟

بالرغم من هذه الظرفية الاستثنائية فقد سجل على المستوى الجهوي:

ــ  استمرار أنشطة وحدات الإنتاج النباتي بشكل عادي وبدون توقف مع الحفاظ على نفس مستوى الإنتاج والتصدير والتشغيل باتخاذ جميع التدابير المتعلقة بوباء كوفيد 19.

ــ استمرار الإنتاج بشكل عادي على مستوى سلاسل الإنتاج الحيواني بالرغم من النقص الحاد في التساقطات المطرية، وذلك بفضل التدخلات الاستباقية لبرنامج محاربة آثار الجفاف، مما ساهم في توفير اللحوم والألبان بالجهة، وأيضا عرض مهم من الأضاحي خلال عيد الأضحى.

ــ دعم ومواكبة الاستثمارات الخاصة الجديدة في إطار صندوق التنمية الفلاحية FDA خاصة النتعلقة بالزراعات ذات القيمة المضافة العالية.

وتماشيا مع الإجراءات الاحترازية وإطار اعمل في سياق الأزمة الصحية، فقد تم مواصلة إنجاز مكونات البرامج النتدرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وخاصة مشروع ري 5000 هكتار بواسطة تحلية مياه البحر وبرنامج تنمية المراعي وتنظيم الترحال لجهة الداخلة وادي الذهب، وذالك بالموازاة مع مشاريع مخطط المغرب الأخضر المبرمجة برسم 2020.

ولتعزيز عرض الجهة على مستوى التكوين المهني، أعطيت انطلاقة أول موسم دراسي بالمعهد التقني للفلاحة بالداخلة الذي سيمكن من تكوين وتأهيل شباب الجهة في مهن البستنة وتربية المواشي.

وبفضل إعداد الرؤية الاستراتيجية للقطاع الفلاحي // الجيل الأخضر 2020 ـ 2030 //، فأفاق القطاع الفلاحي بـ :

ــ تعزيز المكتسبات التي تم تحقيقها في إطار مخطط  المغرب الأخضر، وذلك من خلال اعتماد رؤية جديدة ووضع الإمكانيات المناسبة لاستدامة المشاريع المنجزة وضمان آثارها الاجتماعية والاقتصادية.

ــ تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020 ـ 2030 بصياغة مشاريع تنموية على المستوى الجهوي، تستهدف إعطاء الأولوية للعنصر البشري وضخ دينامية جديدة في التنمية الفلاحية بجهة الداخلة وادي الذهب.