الداخلة بريس:
أظهرت نتائج استطلاع أجراه المعهد المغربي لتحليل السياسات أن 89 في المئة من المغاربة يرون أنه يجب إعادة فتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر.
وأعلن المعهد، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الرباط، عن هذه النتيجة ضمن نتائج أخرى لاستطلاع بعنوان “الاندماج المغاربي لسنة 2020”.
وأُجري الاستطلاع بين 15 أكتوبر و30 ديسمبر الماضيين، على عينة من 1200 مواطن مغربي موزعين على 12 جهة تتكون منها المملكة.
وقال المعهد إن المنطقة المغاربية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وموريتانيا) تمثل إحدى المناطق الأقل اندماجا في العالم سياسيا واقتصاديا.
وأفاد بأن 83 في المئة ممن شملهم الاستطلاع رأوا أن الصراع بين المغرب والجزائر هو العامل الأساسي الذي يعرقل مشروع الاتحاد المغاربي.
وتبادل البلدان فرض تأشيرة دخول، إذ فرضها المغرب في 1994، وردت الجزائر بالمثل. وقررت من جانب واحد إغلاق حدودها الطويلة (حوالي 1500 كلم) مع المغرب، بعدما اتهمت الرباط الاستخبارات الجزائرية بالوقوف وراء تفجيرات وقعت في نزل “أطلس آسني” في مدينة مراكش في 24 غشت من تلك السنة.
ورغم الوضع الراهن، أعرب 58 في المئة ممن شملهم الاستطلاع عن تفائلهم بمستقبل الاتحاد المغاربي في 5 أو 10 سنوات المقبلة.
وتسجل نسبة التبادلات التجارية داخل المنطقة المغاربية أقل من 5 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية للبلدان المغاربية، وهي نسبة أقل بكثير من جميع الكتل التجارية الإقليمية الأخرى.
واعتبر تقرير لصندوق النقد الدولي، صدر في 2018، أن زيادة التكامل بين البلدان المغاربية سيجعل المنطقة أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر، وسيساعد على خفض تكاليف التجارة داخل المنطقة.
وأظهر الاستطلاع وجود روابط اجتماعية قوية تربط المغاربة مع بقية الدول المغاربية، إذ أفاد نصف المشاركين في الاستطلاع بأن لديهم علاقة اجتماعية مع أحد المواطنين بالمنطقة المغاربية.
وبحسب الاستطلاع، فإن 16 في المئة فقط من المغاربة سبق لهم السفر إلى أحد البلدان المغاربية، وتربعت تونس على قائمة البلدان التي زاروها، بما يفوق نصف العينة.
وقال رئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات، محمد مصباح، إن “هذا الاستطلاع يهدف إلى تجاوز المقاربة الفوقية للاندماج، التي تركز على الجوانب السياسية والاقتصادية والمؤسساتية، ويقدم بدلًا من ذلك مقاربة من أسفل، عبر رصد آراء المواطنين والباحثين والفاعلين غير الرسميين وفاعلي المجتمع المدني”.
وأضاف مصباح أن “الاستطلاع يوفر أرضية للنقاش العام حول موضوع الاندماج المغاربي، وقاعدة من المعطيات والبيانات التي تساعد صناع السياسات في بلورة رؤية جديدة لموضوع الاندماج المغاربي”.