خطير.. في عز موسم الأخطبوط الحي الصناعي بالداخلة يسبح في الواد الحار

الداخلة بريس:

يسبح هذه الأيام الحي الصناعي بالداخلة في بحر من  المياه الاسنة للواد الحار، فلا يكاد يخلو شارع من شوارع هذا الحي الذي تتواجد به أهم مصانع السمك بجهة الداخلة وادي الذهب، لا يكاد يخلو من مياه الواد الحار، بسبب اختناق قنوات الصرف الصحي به، نتيجة رمي مخلفات مصانع التبريد السمكية بها .

وبالإضافة إلى الروائح الكريهة لهذه المياه القذرة، أصبح وصول عمال وعاملات هذه المصانع إلى مقرات عملهم شبه مستحيل دون أن تغوص أحذيتهم التي يلجون بها هذه المصانع، داخل مياه الواد الحار، مما يعني دخول القاذورات والميكروبات إلى مصانع التبريد هذه، وهو ما يطرح سؤال حول المناخ الصحي الذي تتم فيه عملية تنظيف وتجميد الأسماك التي يصدر جلها إلى الدول الأجنبية خاصة دول الاتحاد الأوروبي.

هذه البرك الآسنة لم تتمكن رائحتها النتنة المنتشرة بين مصانع تبريد الأسماك، من إجبار المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالداخلة ومعه بلدية الداخلة،  والمستثمرين من أرباب المصانع المتواجدة في هذا الحي، من التحرك وإزالة هذه المستنقعات النتنة التي تتكاثر فيها أنواع الحشرات الضارة والناقلة للأوبئة، والتي باستمرارها ستعمل على نشر الأمراض ليس فقط في أوساط العمال الذين ينقلون مخلفات هذه البرك عبر أحذيتهم داخل مصانع تبريد الأسماك التي يشتغلون بها، بل وأيضا نحو سكان مدينة الداخلة.

إلا أن السؤال الأكبر هو حول تراخي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالداخلة، وبلدية الداخلة المسؤلان الرئيسيان عن تدبير مياه الصرف الصحي بالمدينة؟ وأسباب عدم قيامهما بحل هذا المشكل بهذا الحي الحيوي؟

وهل ينتظر هؤلاء انتشار وباء الكوليرا بسبب المياه الآسنة، أو حدوث كارثة بيئية ستؤثر ليس فقط على مدينة الداخلة وساكنيها، بل وعلى سمعة المغرب الاقتصادية، كي يسارعوا إلى حل مشكل هذه المياه الآسنة بالحي الصناعي؟

فهل سيتحرك المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لشفط هذا الواد الحار من شوارع الحي أم ان دار لقمان ما زالت على حالها؟