الداخلة بريس:
نظمت، المجالس العلمية المحلية بجهة الداخلة وادي الذهب، الثلاثاء، ندوة علمية حول موضوع ” تجليات قيم المواطنة في الفكر الإسلامي- فئة الشباب نموذجا”، وذلك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ، وذكرى عيد الاستقلال .
وأكد رئيس المجلس العلمي لوادي الذهب، المنسق الجهوي للمجالس العلمية بجهة الداخلة وادي الذهب، محمد الجيلاني، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، على أن موضوع هذه الندوة العلمية، له علاقة بالاهتمام بقضايا الوطن من جهة، واهتمام بقضايا المسلمين من جهة أخرى، وهو من المواضيع التي يهتم المنتقدون لصلاحية الإسلام في الحياة بمحاولة إظهار تخلف الإسلام عن معالجتها، وادعاء أن الإسلام يوسع الفوارق بين الناس ويلغي الآخر، وكان لا بد من إبراز عدل الإسلام في هذه القضية وسبْقه في حُسن التشريع.
وقال الجيلاني،إن الفكر الإسلامي قعّد لمفاهيم الوطنية والمواطنة المتعلقة بحقوق الإنسان والمساواة، والعقد الاجتماعي، وغير ذلك من القضايا الفكرية والثقافية المتداولة حاليا على الساحة العربية والإسلامية والعالمية ككل،لأن الدين الإسلامي الحنيف يحمل طابع العالمية والصلاحية الزمانية والمكانية في تشريعاته ونظمه .
وأجمع المتدخلون في هذه الندوة، على أن قيم المواطنة التي يحث عليها الدين الإسلامي الحنيف وتؤكدها الفطرة السليمة، عبارة عن حقوق وواجبات سطرها الإسلام، وبيّنها الرسول صلى الله عليه وسلم في "وثيقة المدينة"، وهي أول دستور وُضع على وجه الأرض بعد هجرته من مكة إلى المدينة المنورة، من خلال نزع به فتيل الصراع القبلي فيما بين الأنصار، وآخى بين المهاجرين والأنصار، لتعزيز قيمة المواطنة، كما عمل على تثبيت قيم التسامح والتساكن بين المسلمين واليهود الذين شكلوا طائفة مهمة داخل المدينة المنورة، من أجل وطن متماسك يشعر فيه الجميع بالعزة والكرامة ينبني على أساس متين، ألا وهو الدفاع المشترك في حالة وقوع هجوم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يؤسس عاصمة قوية للدولة الإسلامية التي خاطبت البشرية جميعا.
وأضافوا أن قواعد المواطنة في الفكر الإسلامي تنبني على المواطنة كجانب عاطفي، والوطنية كجانب سلوكي، يجمعهما حب الفرد لوطنه وانتماؤه له، والتزامه بقيمه وقوانينه، والتفاني في خدمته والإسهام الإيجابي مع غيره في بناءه.
وأشاروا إلى أن المواطنة ليست فقط واجبات يجب الالتزم بها، بل هي حقوق أيضا يُنعم بها، وعلى رأسها حرية المعتقد لأن الإكراه في الدين يناقض، قيم الإسلام، انطلاقا من قوله تعالى[ لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي].
وقد عرفت هذه الندوة العلمية التي حضرها ثلة من الخطباء والوعاظ، وأعضاء المجالس المحلية بجهة الداخلة وادي الذهب، والقائمين على الشأن التربوي بالداخلة، وفعاليات من المجتمع المدني، توزيع شواهد تقديرية وهدايا تذكارية على المشاركين.