الداخلة بريس:
بينت دراسة أجراها المرصد الوطني للتنمية البشرية بأن جهتي والداخلة- وادي الذهب، والعيون -الساقية الحمراء تسجلان أعلى معدلات التنمية على الصعيد الوطني.
وقد مكنت جهود التنمية المبذولة بالأقاليم الجنوبية على مدى العقود الأربعة الماضية هذه المنطقة من الانتقال إلى مرحلة أكبر وعصر جديد وضع المنطقة على طريق التنمية المستدامة خاصة مع النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس قبل عامين، ويستند هذا المشروع التنموي الضخم متعدد القطاعات، الذي تبلغ ميزانيته 77 مليار درهم، على أسس الاندماج والحكامة المسؤولة والاستدامة، وإطلاق دينامية جديدة للتنمية في خدمة المواطن.
ومن الناحية العملية، فإن هذه الاستراتيجية الطموحة، على غرار المشاريع الهيكلية الكبيرة الأخرى التي أطلقت تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك في كافة أنحاء التراب الوطني، تهدف إلى إحداث أقطاب تنافسية تستند إلى ركائز رئيسية تهم التنمية الاقتصادية والنهوض الاجتماعي والحكامة الجيدة والاستدامة وتعزيز الربط.
وتستهدف هذه الاستراتيجية الجديدة العديد من القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تشمل على وجه الخصوص مجالات الصناعة والفلاحة والصيد البحري وتنمية السياحة البيئية والصحة والتكوين والتعليم والنقل.
ويتم تنفيذ هذا النموذج التنموي الجديد من خلال تعبئة الاستثمارات المنتجة لمناصب الشغل، تستند على التحليل الموضوعي ومعرفة جيدة بالمسار المستقبلي الذي يتعين أن تنخرط فيه هذه المنطقة من المملكة من أجل تعزيز إشعاعها كمركز اقتصادي وصلة وصل بين المغرب وعمقه الأفريقي.
واعتبر هيوا عصمان، الأكاديمي العراقي، أن نموذج تنمية الأقاليم الجنوبية يشكل "مثالا جيدا"، مؤكدا أن هذا النموذج يخلق الظروف المناسبة لتحقيق التنمية المندمجة بالمنطقة.
ولم يفت المحللين إبراز المكانة التي تحتلها حقوق الإنسان في إطار تنفيذ هذا النموذج، مؤكدين أن التركيز على هذه المسألة يمنح هذا النموذج قوة ومصداقية مكنت الساكنة من التعبئة والانخراط.
من جهته، أكد مركز التفكير " كارنيغي إيندومنت فور إنترناشيونال بيس" أن التدابير المتخذة لتحقيق أهداف التنمية في الصحراء، مكنت هذه المنطقة من تجاوز باقي الأقاليم المغربية على مستوى مؤشر التنمية البشرية بمعدل أعلى من المتوسط في كافة أنحاء العالم العربي.