إهدار المال العام بالمديرية الجهوية للفلاحة بالداخلة

الداخلة بريس:

خلال رد مديرية الفلاحة بالداخلة على مقال الداخلة بريس المعنون ب""ما الذي يحدث لغرفة الفلاحة بالداخلة؟" حول تغيير الواجهة الأمامية لمقر غرفة الفلاحة، والتي مر أقل من عام على افتتاحه، أقرت المديرية الجهوية للفلاحة، أنها هي ممولة مشروع تغيير الواجهة ، لأنها  أغفلت سهوا  أثناء مشروع بناءها للغرفة، تغليف الواجهة بمادة ملائمة كالرخام وقررت إزالة الزليج لأن مدة صلاحيته قصيرة" ـــ رغم أنه لم يمر عام بعد على افتتاح هذا المقرــ، "لذا ارتأت أن تغلف هذه الواجهة في مشروع جديد "بمادة  « ALUCOBOND » التي ستعطي جمالية و رنق دائمين للبناية"، وأن هذه  الأشغال مبرمجة  في" اطار صفقة للمديرية الجهوية للفلاحة تخص تهيئة مرآب للسيارات بالمنطقة الخلفية من اجل حل اشكالية توقف السيارات امام مقري المديرية و الغرفة الفلاحية".

ولمن لا يعرف مادة « ALUCOBOND » فهي عبارة عن ألواح مركبة تتكون اللوحة الواحدة منها من صفحتين من الألمنيوم مع مجموعة أساسية  من مادة البولي إيثلين البلاستيكية، ويتم استعمال صفائح « ALUCOBOND » لتغليف واجهات الشركات العالمية، والأبراج  الفخمة، نظرا لارتفاع تكلفته المادية، إلا في حالة ما تم استعمال النوعية  الصينية، فهي أرخص نسبيا ــ رغم انها تبقى غالية ــ نظرا لأنها مغشوشة، ما سيؤدي إلى عدم صمودها هي الأخرى مثل" الزليج" الذي استعمل في تغليف واجهة غرفة الفلاحة سابقا، وانتهت مدة صلاحيته بسرعة البرق، وبالتالي سيتم تخصيص صفقة أخرى من أجل إعادة تغليف الواجهة، وسيكون ربما العذر هذه المرة ، أن المادة المستعملة غير مطابقة للمعايير ولم يتم  الكشف عن الأمر في وقته لأسباب تقنية، أو تم نسيان مراقبته بكل بساطة، كما سقط سهوا خلال المشروع السابق  تغليف الواجهة بمادة ملائمة كالرخام مثلا، ليستمر باب استنزاف المال العام مفتوحا على مصراعيه، من خلال صفقات من هذه العينة.

فهل يحق للمسؤولين بمديرية الفلاحة تكليف ميزانية الدولة أموالا طائلة  بسبب نسيانهم وإغفالهم لأمور مهمة في الصفقات التي يعقدونها، إذا سلمنا جدلا بأنه نسيان؟

ثم لما اختار المسؤولين بمديرية فلاحة الداخلة، هذه المادة المرتفعة الثمن من أجل تغليف واجهة غرفة الفلاحة؟ ألا يدخل هذا الأمر في باب إهدار المال العام في وقت الكل فيه مدعو لترشيد النفقات؟ ثم أين المجلس الأعلى للحسابات من كل هذا؟