الداخلة بريس
أن تكون حاضرا في معرض دولي متعلق بالصيد البحري بالمغرب، وبمدينة سياحية، أمر جميل و أنك تكون بجوار مسؤولين على القطاع ومهنيين كتبت لهم الأقدار أن يتواجدوا ولو تأخر وصولهم إلى عين المكان، حتى لا تختلط روائحهم بروائح أصحاب " الشكارة" ..أجمل وأجمل .
ثمة سؤال حير الناس جميعا ؟ وهو حرص الجهة المنظمة على استمرار تنظيم هذا الحدث في مدينة أكادير رغم أن المدينة لم تعد تشكل رقما مهما في المصطادات وقيمتها واليد العاملة المشتغلة في الميدان ؟ ألا تستحق مدينة الداخلة أن تحتضن نسخة من نسخه بحكم أنها توجد في منطقة المخزون "س" ؟ ألم يدرك البعض بأن الداخلة أصبحت تحتضن أكبر الملتقيات و المنتديات الدولية بوزن أكبر من" أليوتيس"؟
أسئلة وأخرى لا يمكن الإجابة عنها إلا من خلال، التذكير بما يخشاه البعض أن ينكشف بواقع القطاع بمدينة الداخلة، ولعل إطلالة يوم واحد على ما يعيشه المشتغلون بميدان الصيد البحري فيها تنسينا كل الألوان والزركشات والضحكات التي طغت على أيام "أليوتيس" هذه السنة، ولكم هذه المفارقات الغريبة ، فحينما يحتفل البعض في المعرض بنجاحه في أكادير يكون قد انتهك حقوق عماله في الداخلة حيث أصبحوا عبيدا في القرن 21، بساعات عمل فوق القانون و ترهيب دائم لهم ، بحكم هشاشة الوضعية القانونية للعاملين بمعامل معالجة الأسماك ، حيث يعتبرون دائما مؤقتون ولوا اشتغلوا طوال حياتهم، ينقلون إلى المعامل في شاحنات وسيارات تكدسهم رجالا ونساء وكأنهم ليسوا أدميين، لا وقاية صحية ولا ألبسة خاصة ولا تأمين ولا تغطية صحية.......
أما البحارة الذين يفرون من الموت كل يوم يخرجون فيه إلى اليابسة ، حظهم من الهم لا يكاد يفترق عن أشقائهم في اليابسة، هشاشة وأمراض ، وحوادث موت مفاجئة، كان آخرها فقدان 3 بحارة بالداخلة بينما المعرض يفرش أرض الزائرين بالورود.
السلامة الصحية للمنتجات الغذائية المرتبطة بالصيد البحري ذلك الغائب الكبير الذي فقد الكل الأمل في عودته إلى معامل معالجة الأسماك السطحية الصغيرة بالداخلة، بحيث يجزم المدركون لخبايا الأمور أن مندوبية الصيد بالدخلة لا تتوفر على الوضعية الحقيقة لكل معمل مما يجعلها تتخبط كل مرة في مشاكل عدة خلال الزيارات الميدانية التي تقوم بها اللجان الأجنبية، لا لشيء إلا لأن المراقبة كانت شبه غائبة و الكلمة في ذلك كانت للأظرف المنتفخة في الحقبة السابقة .
ميناء الداخلة الذي عششت فيه الخروقات، وسيطرت عليه اللوبيات، لا فرق بينه وبين نقط تفريغ منتوج الصيد التقليدي الذي تشهد فوضى عارمة وسيطرة كبيرة " للتهريب" عبر المستودعات المنتشرة هنا وهناك .......إلخ
ونحن نذكر هذه التفاصيل نكون قد بلغنا الرسالة لأولي الألباب، لأن بلدنا تحتاج أن تكون أحسن وأن قطاع الصيد البحري هو ما نعيشه لا ما نحلم به ونتخيله عبر الصور والملصقات وكل" اليوتيس "وأنتم بألف خير.