الداخلة بريس:
أكدت صحيفة (لا إستريا) ببنما في عددها لنهاية الأسبوع أن الجزائر أخبرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن عدد ساكنة مخيمات تندوف "يصل إلى 160 ألفا، لكن عملية الإحصاء عبر الأقمار الصناعية أبانت أن العدد الحقيقي أقل من ذلك بكثير".
وقالت الجريدة إن الجزائر تعمل على تضخيم عدد ساكنة هذه المخيمات من أجل الحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية، التي تتعرض لاختلاس ممنهج.
و أضافت الصحيفة الواسعة الانتشار موضحة أن وراء هذا الأمر "تجارة يديرها كبار الموظفين الجزائريين بتعاون مع قادة البوليساريو الذين يشكلون واجهة الجمهورية الوهمية".
وذكرت بأن العديد من هيئات التدقيق التابعة للاتحاد الأوروبي أوصت بتقليص المساعدات الدولية الموجهة إلى المخيمات بسبب "الفساد والاختلاس الأكيد الذي تتعرض له"، مبرزة أن البرلمان الأوروبي رفض قبل عدة أشهر ملتمسا لإقرار مساعدة جديدة بعدما اكتشف أنها تباع في أسواق الجزائر ومالي وموريتانيا.
و سجلت الصحيفة أن أنطونيو غوتيريس، الذي سيتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة ابتداء من يناير المقبل، اشتغل لعشر سنوات كمفوض سام لشؤون اللاجئين ما جعله يطلع عن قرب على وضع الصحراويين بالمخيمات فوق التراب الجزائري، مذكرة بأنه كان قد طلب من الجزائر حينها إجراء إحصاء لتحديد عدد الصحراويين بالمخيمات، لكن طلبه جوبه برفض الجزائر.
وأضافت الصحيفة أن خمسة قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالبت بإحصاء سكان المخيمات تم رفضها أيضا من قبل الجزائر.
من جهة أخرى، أضاف كاتب المقال، الصحافي ديميتريو أولاسيريغي، أن العالم كله يتذكر كيف خرج بان كي مون عن الحياد المطلوب منه في تدبير النزاع بين المغرب والجزائر، ما تسبب في أزمة كبيرة بين الرباط والأمم المتحدة عقب تصريحاته المتحيزة حول الأقاليم الصحراوية المغربية.
واعتبر أن هناك تحولات عديدة في المشهد الدولي، إذ أن 28 بلدا إفريقيا طلبت من الاتحاد الإفريقي طرد الجمهورية الوهمية ما يعتبر "فشلا ذريعا" للجزائر وجنوب إفريقيا، الداعمين الكبيرين لجبهة (البوليساريو).
بالإضافة إلى ذلك، أبرزت الصحيفة أن 46 بلدا سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية، التي لا تتوفر على مقومات الدولة، خلال ال15 سنة الأخيرة، خاصة بعدما وضع المغرب على طاولة المفاوضات مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية سنة 2007، موضحة أن آخر الملتحقين بهذه المجموعة هم زامبيا وجمايكا وسورينام.