الداخلة: الأرض التي توفي لأجلها الشهداء توزع على رجال الأعمال بسخاء

 

علمت الداخلة بريس من مصادر جيدة الإطلاع، أن ولاية جهة وادي الذهب لكويرة منحت لأحد كبار رجال الأعمال يدعى "الم" بقعة أرضية شاسعة تبلغ مساحتها حوالي 6 هكتارات بمنطقة العركوب الساحلية، مقابل ثمن رمزي جد هزيل، وذلك بمبرر أن هذا الأخير يود أن ينجز مشروع سياحي ضخم بهذه المنطقة .

وحسب ذات المصادر، فإن السيد لمين بنعمر والي جهة وادي الذهب لكويرة، قد إستقبل المعني بالأمر يوم الجمعة المنصرم بمكتبه، وبعد أن أمضى له على قرار تسليم البقعة الأرضية، أمر المحافظ العقاري أن يلتحق بهما بمكتبه قصد تحفيظ هذه البقعة، غير أنه وبعد قدومه إلى مكتب الوالي إكتشف أنه قد نسي الختم بالمحافظة العقارية فطلب من رجل الأعمال أن يلتحق به بمكتبه قصد وضع ختم المحافظة على أوراق التحفيظ.

الأرض التي توفي لأجلها الشهداء توزع على رجال الأعمال في أقل من ساعة زمنية، هذا هو أول ظهور للسيد بنعمر بعدما ظل مختفيا في مكتبه منذ قدومه إلى الداخلة، وما خفي كان أعظم، وفي الوقت الذي يقطن فيه أبناء وأرامل الشهداء داخل بيوت آيلة للسقوط، تقدم الهكتارات من الأراضي لرجال الأعمال الذين "وجدوها باردة"، كما سبق وأن قدمت بقعة شاسعة المساحة للمغني كاظم الساهر بدعوى عزمه إنشاء مشروع خيري، ظل حبرا على ورق منذ أن غادر المدينة.

وعبر عدد من فعاليات المجتمع المدني بالداخلة، عن إندهاشهم لهذه العملية التي أنجزت في مدة قياسية، متسائلين عن محل مكتب الإستثمار الذي تم تغييبه من إعرابها، كما إستغربت مجموعة من المتتبعين للشأن المحلي من الطريقة التي تم من خلالها تحفيظ هذه المساحة، رغم أن مئات المواطنين يمنعون من تحفيظ ممتلكاتهم وسط المدينة، فأن يتم تقديم جميع التسهيلات لرجل أعمال يأتي إلى المدينة قصد الإستفادة من هذه المساحة فإن في القضية أيادي خفية حركت الولاية ومن يسيرها حسب ما صرح به أحد النشطاء للموقع .


تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص سبق وأن إستفادوا من بقع مماثلة لغرض إنشاء مشاريع لكنهم قاموا بتحفيظها وإختفوا عن الأنظار، ليتبين فيما بعد أن الأمر مجرد خطة محكمة تشارك في تنفيذها مجموعة من الأشخاص من بينهم عمال وولات ومدراء وكالات بنكية، بغرض الإستفادة من قروض ضخمة من الأبناك، ووضع هذه البقع كضمانة رغم أن قيمتها لا تساوي ثمن القرض.