الداخلة بريس:
انعقد، مساء أمس الاثنين بالداخلة، لقاء تواصلي لتنسيق جهود عدد من المتدخلين والفاعلين بجهة الداخلة – وادي الذهب حول مشروع علمي وطني يستهدف تثمين وإبراز أشكال وخصائص وامتدادات التعبيرات اللغوية في الصحراء.
ويندرج هذا اللقاء، المنظم من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب تحت شعار “من أجل بحث علمي يرسخ تثمين الثقافة الحسانية”، في إطار أجرأة مقتضيات وأحكام القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي 51.17، كما يأتي تنزيلا للأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق 2026/2022.
ويهدف هذا الاجتماع إلى توحيد الجهود بشأن المشروع البحثي المعتمد من طرف المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، والذي ينجزه فريق علمي تابع لمختبر الخطاب وتكامل العلوم والمعارف التابع للكلية متعددة التخصصات بالرشيدية، في موضوع “أشكال التعبيرات اللغوية في الصحراء المغربية: خصائصها اللسانية وامتداداتها الإفريقية”.
وفي كلمة افتتاحية، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، محمد فوزي، إن هذا اللقاء يتوخى تنسيق الجهود بين فاعلين ومتدخلين من مختلف القطاعات الحكومية والأكاديمية والجمعوية على مستوى جهة الداخلة – وادي الذهب، في إطار التفاعل مع بحث علمي وتربوي معتمد حول الأشكال التي تميز التعبيرات اللغوية في الصحراء المغربية، مع تسليط الضوء على خصائصها اللسانية وإبراز امتداداتها على الصعيدين الوطني والقاري.
وأكد فوزي، في هذا الصدد، على ضرورة التنسيق بين جميع الفاعلين الجهويين من أجل توفير الأرضية المناسبة لإنجاز هذا البحث العلمي، الذي يهدف إلى توثيق كل ما يرتبط بموضوع أشكال التعابير اللغوية في الصحراء المغربية، بالنظر إلى أهميته في إبراز وتثمين الثقافة الحسانية والحفاظ عليها.
من جهته، قدم منسق الفريق العلمي للمشروع ومدير مختبر الخطاب وتكامل العلوم والمعارف، أحمد البايبي، عرضا حول هذا المشروع العلمي الوطني الذي يروم المساهمة في صيانة الحسانية، باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات النسيج اللغوي بالمغرب، مع الانكباب العميق على دراسة خصائصها اللسانية، وتبيان أصولها الأنثروبولوجية وامتداداتها الوطنية والإفريقية.
وأكد البايبي أن هذا المشروع البحثي يأتي في سياق الجهود الرامية إلى تدعيم الوحدة الوطنية في إطار الجهوية المتقدمة، والتي تعكسها أشكال التعبيرات اللغوية في الصحراء المغربية وتبيان امتداداتها الإفريقية، بما يسهم في تعزيز الدور الإفريقي للمغرب القوي بروافده ومميزاته الثقافية واللغوية والتاريخية، فضلا عن مميزاته الاقتصادية والاجتماعية والروحية.
وتابع أن المشروع يرتكز على القيام بجمع المادة اللسانية، ممثلة في النصوص والملفوظات المنطوقة والمكتوبة المستعملة بين أفراد المجموعة اللسانية الموجودة في الصحراء المغربية وهو ما يطلق عليه “المتن اللغوي”، مشيرا إلى أنه سيتم استعراض النتائج في ندوات علمية وفي أبحاث علمية محكمة، من خلال الاستعانة بما يسمى في اللسانيات بـ “المساعد الراوي” أو مساعد البحث الذي يتكلم الحسانية تكلما سليقيا.
وأبرز أن المشروع يهدف، على الخصوص، إلى تقديم دراسة لسانية وصفية ودقيقة للمتن اللغوي الحساني، وإبراز الخصائص اللغوية التي تميز اللهجة الحسانية وفق مستويات التحليل اللساني، وتجلية مظاهر الامتداد الإفريقي للحسانية والكشف عن خلفياته التاريخية وجدواه الاقتصادي والسياسي في الحاضر والمستقبل، وإبراز التميز المثير للهجة الحسانية الغنية بالأنماط التعبيرية الشفاهية المتنوعة والمرتبطة بالصحراء.
وأضاف أن المشروع يتوخى إصدار مؤلف أو مؤلفات علمية محكمة ذات مرجعية في موضوع الحسانية وخصائصها اللغوية وامتداداتها الوطنية والإفريقية، وإصدار مؤلف علمي محكم ومرجعي يرصد العلاقة بين التعبيرات الصحراوية وعلاقاتها وامتداداتها في المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، وإصدار مقالات علمية محكمة تنشر في المجلات الوطنية والدولية عن أشكال التعبيرات اللغوية في الصحراء المغربية وامتداداتها.
وأشار إلى أن المشروع يتطلع إلى توثيق اللغة الحسانية علميا استجابة لما تضمنه الدستور المغربي بخصوصها، وتمتين الوحدة الوطنية في إطار الجهوية المتقدمة، والإسهام في الإشعاع المغربي الثقافي واللغوي في محيطه الإفريقي والعالمي، إضافة إلى استثمار العلاقة المتينة بين اللغة والاقتصاد لتمتين الحضور الاقتصادي المغربي في إفريقيا جنوب الصحراء.
وتم، خلال هذا اللقاء، اقتراح تشكيل لجنة مختلطة تضم ممثلين عن قطاعات حكومية وهيئات جمعوية لتتبع أعمال وأنشطة جميع الفاعلين المتدخلين في مجال ترسيخ الثقافة الحسانية والحفاظ عليها، وللاضطلاع بدورها كصلة الوصل بين الباحثين وفضاء البحث، ضمانا لاستمرارية هذه المبادرة وما سيأتي بعدها من ترتيبات وإجراءات.
ويشمل برنامج الفريق العلمي، التابع لمختبر الخطاب وتكامل العلوم والمعارف، القيام بزيارات ميدانية لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالداخلة وعدد من المؤسسات والجمعيات والمكتبات الخاصة بالوثائق والمنشورات والمخطوطات، فضلا عن تنظيم لقاءات وجلسات استماع لعدد من الشعراء والأدباء والكتاب والمهتمين بالثقافة الحسانية.
(1).jpg)
.jpg)
