احتفاء حكومي تونسي بجائزة دولية "غير موجودة" يثير سخرية واسعة

الداخلة بريس:متابعة

تعرّضت رئاسة الحكومة التونسية لموجة من الانتقاد والسخرية بعد نشرها لمعلومات خاطئة حول فوز عدد من الطلبة التونسيين بجائزة حول الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ونشرت الصفحة الخاصة برئاسة الحكومة على موقع فيسبوك خبراً حول “تتويج وفد نادي الذكاء الاصطناعي “أبطال حفوز” (نسبة لمدينة حفوز وسط البلاد) بالجائزة الأولى صنف الهمة في البطولة العالمية للذكاء الاصطناعي FIRST LEGO LEAGUE في مدينة هيوستن الأمريكية من 19 إلى 22 أفريل/ نيسان الجاري”.

وسرعان ما أكد عدد من الخبراء والسياسيين وجود “مغالطات” في الخبر الحكومي، على اعتبار أن المسابقة لا علاقة لها بالذكاء الاصطناعي، كما ان الفريق التونسي لم ينل سوى جائزة ترضية أو تشجيع على المشاركة.

وكتب رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني “عندما تتحول “جائزة التشجيع على المشاركة” -على أهميتها ومع تقدير مجهود أبناء حفوز الذين شرفوا تونس- إلى “جائزة أولى” في بروباغاندا “برافدا” التضليل الإعلامي للسوفيات الأعلى لحكومة الرئيس للتدابير الاستثنائية”.

وكتب الخبير الدولي منير فريجة “أود أن أشكر جميع من ساهم في مشاركة فريق من التلاميذ في المشاركة في المسابقة lego League. ولكن يجب أن نصحح عدة مفاهيم مغلوطة: الفريق لم يكن من المتوجين بالجائزة الأولى، بل نال جائزة تشجيعية على المشاركة في المسابقة وتُسند لثلاثة فرق مشاركة لروحهم الرياضية ولتشجيعهم. كما أن المسابقة ليست في الذكاء الاصطناعي، بل في صناعة نماذج من الروبوتات عن طريق اللوغو وبرمجتها للقيام بوظائف معينة. ولكن النادي المنظم للمسابقة يحمل اسم (نادي الذكاء الاصطناعي)”.

وكتب الباحث سامي جلولي “رئاسة الحكومة لا تفرق بين الذكاء الاصطناعي والروبوتيك، وبين شهادة مشاركة وجائزة!”.

ودوّن شكري الجلاصي القيادي في حزب التيار الديمقراطي “بيان رئاسة الحكومة عن فوز وفد تونسي بالجائزة الأولى في “البطولة العالمية للذكاء الاصطناعي” فضيحة بأتم معنى الكلمة، فالخبر فيه على الاقل معلومتان خاطئتان. صحيح أن هناك شبابا من مدينة حفوز شاركوا في المسابقة ويستحقون كل تشجيع، ولكن لم يفز الوفد بأي جائزة في المسابقة الرسمية، بل شهادة تحفيز وتشجيع تُعطى لأغلب المشاركين. كما أن المسابقة ليست في الذكاء الاصطناعي وإنما في الروبوتيك”.

وتساءل الوزير السابق منجي مرزوق “هل فقدنا التمييز بين الاحداث وأهميتها؟ وهل تعيش رئاسة الحكومة فراغاً قاتلاً وتِيهاً فقدت به القدرة على التركيز والتمييز وتحديد الأولويات الحارقة للبلاد وتوجيه جهودها نحوها؟ وكيف لها أن تنخرط في الشعبوية وثقافة الاوّل في العالم واللعب على عدم اطلاع الناس على مواضيع تخصص ونشاطات مغمورة؟”.

وأضاف “هل جائزة التحفيز الرمزية لفريق من الشباب لشكرهم على الحضور والقدوم من مكان بعيد للتنافس في قطع “ليغو” هو إنجاز يرقى الى مستوى العمل الحكومي؟ فالجائزة الرمزية تمنح للفريق الذي يبذل جهداً جماعياً للتعريف بمؤسسة (FIRST) التي نظّمت دورة التنافس، وثقافتها في مدرستهم ومجتمعهم، بناء على معايير الاحترام والحرفية”.