الداخلة بريس:
سجّلت الجزائر أثقل حصيلة وفيات لها في ظرف يوم بسبب غاز أحادي الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة، بإعلان وفاة 17 شخصا يمثلون عائلات بأكملها، وهو ما تسبب في حالة حزن عارمة.
وذكرت المديرية العامة للحماية المدنية (الدفاع المدني) في بيان لها أنه خلال 24 ساعة الماضية، تم تسجيل حصيلة ثقيلة تتمثل في وفاة 17 شخصا غالبيتهم عائلات جراء اختناقهم بغاز أحادي الكربون المنبعث من مختلف وسائل التدفئة.
وعرفت ولاية المسيلة إلى الجنوب من الجزائر، الحصيلة الأكبر، بوفاة 9 أشخاص من عائلة واحدة، حيث توفي الأب وهو ضابط درك في المنطقة مع أبنائه وبعض من أفراد عائلته.
وفي سطيف شرق البلاد توفي 6 أشخاص من عائلة واحدة، وبمستغانم في الغرب توفي شخصان، في حين تم إنقاذ وإسعاف 25 آخرين من موت محقق.
وتسببت هذه الحوادث في حالة حزن كبيرة على مواقع التواصل، حيث تم نشر صور الضحايا والترحم عليهم، مع مطالب بإيجاد حل لهذه المعضلة التي تتكرر كل سنة.
وبات هذا الغاز الخطير مسؤولا عن عدد هائل من الوفيات كل سنة، فهو لأنه لا لون ولا رائحة له، ويتسبب في تسممات قاتلة، وهو ما يوجب ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية لأجل التقليل من هذا النوع من الحوادث.
وتأتي هذه الحوادث وفق الحماية المدنية، نتيجة لأخطاء في تطبيق تدابير الوقاية، منها نقص أو انعدام التهوية داخل المنازل السكنية، التركيب السيئ لأجهزة التدفئة وسخانات المطابخ وقدم الأجهزة، وكذا استعمال أجهزة مخصصة للطبخ كوسيلة للتدفئة داخل المنازل والمحلات.
ورغم حملات التحسيس الدائمة، بضرورة التهوية المستمرة داخل المنازل والقيام بصيانة دورية ودائمة لمختلف أجهزة التدفئة من طرف أخصائي واستعمال كاشف غاز أحادي الكربون كوسيلة إنذار، إلا أن الحوادث لا تكاد تتوقف يوميا وغالبا ما تخلف الوفيات.
وبلغ أعداد ضحايا الغاز المعروف بالقاتل الصامت في المنازل خلال السنتين الماضيتين نحو 150 شخصا، بينما تم إنقاذ آلاف الأرواح بفعل تدخل الحماية المدنية، وهي حصيلة كبيرة ترتكز أكثر في الولايات الداخلية حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا بشكل كبير.