الداخلة بريس
كثيرة هي المقالات الصحفية الرائعة التي أطلقها كتاب موريتانيون حول مهزلة تنظيم القمة العربية بموريتانيا، اليوم اخترنا لكم مقالا شديد اللهجة اعتبر القمة دون هدف وبلا معنى، جمال محمد كاتب المقال المطول قال :
تنطلق اليوم الاثنين أول وأغرب قمة عربية "تبرعت" موريتانيا باستضافتها على عجل بعدما “تبرأت” منها المغرب لعدم فائدة القمم العربية، تعقد في "خيمة"، ويشارك فيها 1500 جمل أعدتهم موريتانيا للترحيب بالقادة، وتشهد أقل حضور عربي حيث أعطي تسعة زعماء فقط موافقة مبدئية، ولم يؤكد منهم الحضور رسميا الا خمسة فقط.
عدم وجود جدول أعمال فعلي وحقيقي سوي البنود الروتينية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وقضايا اليمن وليبيا والسودان وغيرها، وحذف مناقشة فكرة القوة العربية المشتركة، وعدم وجود توافق بين الدول المشاركة بشأن العديد من القضايا العربية، شجع غالبية الحكام العرب علي الغياب وأبرزهم ملك السعودية ورئيس الامارات ورئيس مصر.
غياب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وارسال رئيس وزراءه لفت الانظار لمشكلة أخري واجهت القمة وكانت سببا في غياب غالبية القادة، وهي ضعف الاجراءات الامنية.
حيث أكد مصدر دبلوماسي مصري أن غياب السيسي، الذي أعلن حضوره، جاء بسبب ثلاثة أسباب تتعلق بضعف الاجراءات الامنية في نواكشوط، ومخاوف من مظاهرات متوقعة ضده من المعارضة الموريتانية المؤيدة للإخوان، فضلا عن ضعف الحضور العربي علي مستوي القادة وعدم توقع خروج القمة باي جديد.
المصدر قال إن "مقدمة رئاسة الجمهورية" التي غادرت القاهرة الأربعاء الماضي، متجهة إلى موريتانيا للإعداد لزيارة السيسي، وضمت 7 أفراد من رئاسة الجمهورية، وحرس رئاسي، حسمت تردد الرئاسة بتقارير تؤكد ضعف الاجراءات الامنية، ما ادي لإلغاء زيارة السيسي “خشية استهداف إرهابيون للقمة”.
وتستضيف موريتانيا اليوم الاثنين 25 يوليو القمة العربية العادية السابعة والعشرين، وكان من المقرر أن يسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة القمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ويلقي كلمة افتتاحية حول جهود مصر خلال فترة رئاستها للقمة السابقة للدفاع عن القضايا والمصالح العربية.
وكان من المقرر عقد القمة العربية السابعة والعشرين، بالمغرب إلا أنها اعتذرت، وقالت الخارجية المغربية في بيان سابق لها إن “هذا القرار تم اتخاذه بناء على المشاورات التي تم اجراؤها مع عدد من الدول العربية الشقيقة، نظرًا للتحديات التي يواجهها العالم العربي اليوم فإن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها أو أن تتحول إلى اجتماع مناسباتي”.
وكانت مصادر في موريتانيا أكدت اعتذار الرئيس السيسي عن حضور قمة نواكشوط، عقب وصول مقدمة وفده الرئاسي بثلاثة أيام، والتي كان ينتظر أن يترأس السيسي انطلاقتها باعتباره رئيس الدورة السابقة للقمة العربية.
وقالت إن السيسي "برر غيابه عن قمة نواكشوط بتطورات المنطقة، وخصوصا تداعيات المحاولة الانقلابية الفاشلة التي عرفتها تركيا يوم 15 يوليو الجاري".
وكان الرئيس المصري قد أكد حضوره للقمة، وذلك لتسليم الرئاسة الدورية للقمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والذي سيرأس الدورة السابعة والعشرين للقمة العربية.
تمثيل عربي ضعيف
وأشارت مصادر مصرية إلى أن من أسباب غياب السيسي أن “القمة تشهد إجمالا تمثيلاً عربيًا ضعيفًا، وأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لن يشارك بدوره بالقمة، وكذا الامارات”.
ونشرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، عن أن الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الفجيرة، يرأس وفد الدولة المشارك في أعمال القمة العربية بدورتها السابعة والعشرين، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، نيابة عن خليفة بن زايد رئيس الدولة.
وأوضحت المصادر أن احتمال عدم مشاركة الرئيس بالقمة ترجع إلى عدة أسباب من بينها إغلاق ملف القوة العربية المشتركة، والذي كانت تقدمت به مصر في الدورة السابقة المنعقدة بشرم الشيخ، حيث أعلنت عدة دول تحفظها على تكوين قوة عربية مشتركة، وتأجيل انعقاد اجتماع مجلس الدفاع العربي مرتين متتاليتين، قبل أن يتم تعليق الملف.
قمة في خيمة
وطرحت تساؤلات من جانب مصر ودول عربية أخري قبل عقد القمة، حول مدى جاهزية واستعداد العاصمة الموريتانية لاستقبال الضيوف العرب، كذلك ضعف الإجراءات التأمينية.
وتردد أنه لا يوجد قاعة مؤتمرات صالحة ومؤهلة لعقد اجتماعات القمة، مما استوجب إعداد خيمة كبيرة لاستضافة اجتماعات القادة العرب، كما تواجه موريتانيا ضعف المستوى على الصعيد الفندقي، حيث لا يوجد فنادق كافية ومعدة لاستقبال الضيوف العرب.
ومن المقرر أن تعقد القمة في خيمة كبيرة في الساحة المجاورة لقصر المؤتمرات الضخم بالعاصمة نواكشوط، والتي تحولت إلى ثكنة عسكرية بعد قرار السلطات اعتبارها منطقة عسكرية لا يسمح الدخول إليها إلا بتصريح خاص وسيتم خلال أيام القمة غلق مطار نواكشوط الدولي الي جانب الشوارع الرئيسية المحيطة بمنطقة انعقادها.
وكانت عدد من الدول العربية قدمت مساعدات لـ نواكشوط لتسهيل مهمة استضافتها للقمة حيث قدمت عمان 16 سيارة مصفحة، و20 سيارة من قطر، كما قدمت السعودية منحة لتطوير الطرق.