الداخلة بريس _ حيم والسقوط الكبير،والنخبة الفاسدة ومفاهمهم النافدة.


أضيف في 15 مارس 2014 الساعة 58 : 16


حيم والسقوط الكبير،والنخبة الفاسدة ومفاهمهم النافدة.


 

لم تكن مغامرتنا ونحن نسبر أغوار أكبر مافيا للعقار بالسهلة ولا البسيطة والكثير بعث لنا التحية و التبريكات بعد الحكم عليهم ب 41 سنة سجنا تم توزيعها عليهم،الناس شعرت بخطورة تلك الكوكبة وسقوطها كان فرحة للبلاد وراحة للعباد ،فكان هدفنا في ذلك إيصال المعلومة بعد النبش فيها ..فلسنا (سيبرمان) ولسنا (كلندايزار) ولا الرجل الحديدي، حملنا القلم باليد اليمنى والورقة باليد اليسرى وخرجنا لهم بصدور عارية، لم نكن نسعى (لنتشفى) فيهم ،فهم سرقوا ونهبوا وقتلوا وسلكوا طرق الشيطان ،فمن اللازم أن يشعروا بما كان يشعر به ضحاياهم.. فنحن لسنا سوى شباب صحافيين أخذنا العزم على تنقية هذا البلد بعد خطاب 9 مارس لصاحب الجلالة نصره الله ،لننهض ببلدنا ونكبح جماح المفسدين والمستغلين للفرص ،لأن قناعتنا بكون دولة بصحافة نزيهة وقوية ستجعل الكل يثق فينا ونعطي المثال لتعود صورتنا أمام العالم الصورة التي نبتغيها كشعب وحكومة لجلب الاستثمار بعد أن جعلت أمثال تلك المافيات المستثمرين يهربون بخفي حنين ،بعد أن نهبوهم وأدخلوهم في مساطر قضائية لا قبل لهم بها..

 

 

   فليس خطر أمثال أولئك البشر كزعيم المافيا (حيم) بالدار البيضاء أو زعيم مثيلتها بميسور وتيزنيت هو نهبهم لأملاك الناس ،بل الخطير فيهم هو إستقطابهم للنخبة الفاسدة من محامين وموثقين وأمنيين وصحافيين وحتى بعضهم بجهاز القضاء المفروض فيه النزاهة ..لكن إستعمالهم لسلطة المال تجعل أمثال أولئك أمام خيار الاصطفاف لجانبهم بعد أن تتحرك النفس الأمارة بالسوء والمحبة للدنيا ..وبذلك يتحول أعضاء تلك المافيات لدئاب بشرية تنهش كل من تريد نهشه دون أي وازع أو ضمير ..بعد أن تمنحهم تلك النخبة الفاسدة آلة التحكم عن بعد ..فيسطرون لهم القوانين ويفصلونها لهم حسب المقاس الذي يختارون ،حينها يعيش الضحايا في دوامة لايفهمونها فيتحولون من أصحاب حقوق مهضومة لأشخاص متابعين بتهم يتم تلفيقها لهم بتضافر جهود تلك النخبة ،وهنا الخطر ؟؟

 

 

   على مر السنين تكيفت المافيات الناهبة للشعوب والدول على حسب ما تتوفر عليه الدول من ضمائر،حينما تجد أمثال ما وجدت بمغربنا الحبيب فإنها تركب وتدلدل رجليها لأنها تستطيع في ظرف وجيز تشكيل غطاء حماية لها من الصعب إختراقه، وخير دليل مافيا حيم مصطفى وبلقاسم لغدايش الذين شكلوا دولة داخل دولة وضعوا قوانينهم وتملكوا الرقاب وإستحوذوا على المؤسسات وحتى بعض الأحزاب بعدما يدخلون بأموالهم لتمويل تلك الأحزاب الممثلة للشعب الذي تتركه (تلك الأحزاب) بين أنياب العصابات التي غسلت أموالها بتمويلات من تحت الطاولة ،حينها يشكلون حكومة الخفاء إلى جانب حكومة الظل وحكومة الشعب..

 

فتتحول أمثال تلك المافيات لخلايا نائمة تصبح خطرا على الدولة أكثر من الخلايا الإرهابية النائمة ،لأن جشعها وتنظيمها المؤسساتي يجعل ميزانيات البلد الذي ينهبونه تضيع ويجعلون شعوبها تعيش الأزمة تلو الأزمة مما يشكل ضربا صارخا للمؤسسة الشرعية الحاكمة ..الشئ الذي يجعلونهم يقودون البلاد لإنقلاب ناعم يأخد الأخضر واليابس...وطبعا حتى لانتووه في الكلام ونعود أدراج الإلتحام المافيوزي الذي يسهرون عليه بكل وسائلهم الشيطانية المتاحة فيتحولون لمرضى ملهوفين كل هدفهم جمع أكبر ما يمكن من الثروة ،فتضيع مبادئ المحامي الموالي لهم وتتوه أفكار القاضي المصطف لجانبهم و تتشتت مخيلة الموثق الجالس بجوارهم و يزداد طمع الرجل الأمني الذي يحرر محاضرهم و يتثاقل لسان الإعلامي الذي يأكل على موائدهم..فيزداد تلاحمهم كعصابات ليضعوا فروعهم في عموم البلاد حينها يتحولون لألة تقهر العباد فيكرسون سياسة الإستبداد، خصوصا القضاء (وماأدراك ما القضاء) فالقضاء أساس الملك وفساده فساد الملك وإنهياره،ففي سويسرا مثلا الفاضي قبل أن يصبح قاضيا لابد أن يدخل لقضاء مدة 6 أشهر بالسجن بإسم غير إسمه وسبب ذاك الإجراء حتى يشعر القاضي بمرارة الحبس ،حينها سوف لن يستطيع أن يظلم أحد من المظلومين  ،وحينما تجد المافيات ممن سيجاريهم ويركب قوارب الموت التي يقودونها معهم بالمؤسسة القضائية فذاك هو الخطر نفسه وطبعا سيجدون بكل منطقة من يحدوا حدوهم مانحين إياه طرفا من غطاء الحماية الذي صنعوه ، فتدخل البلاد في صراع بين الشعب المهضومة حقوقه من طرفهم والمؤسسات التي من المفروض فيها حمايته ...

 

 

في الدول التي نتشدق بديمقراطيتها والتي جاء منها حيم ومن معه ،أي الدول التي نأخد منها القوانين من العار عندهم أن يأخد للإنسان شخص أخر ملكه أو عقاره إلا في حالة عدم سداد ديون الأبناك،ومن العار أن تتحرك القوات لمجرد حكم إفراغ الكل يعلم أنه مبني على وثائق مزورة .. هنا على رئيس الدائرة الأمنية أن يبعث مذكرة للرد على مثل ذاك الحكم (يعني الشرطة هدفها البحث عن راحة الناس وحماية ممتلكاتهم)،لا تشريد أصحاب الأملاك الأصليين من طرف شخص تم الحكم عليه بالنصب ،كما حذث لأصحاب بوركون بالدار البيضاء (سنعود لهم)...هنا يتم طرح شكوك حول الدراع الأمني الذي خلقته المافيا...

 

طبعا فهم حينما يزورون (بشدة مكسورة فوق الواو الأولى) ويبيعون أملاك الناس فوق ظهورهم ويحكمون ويسطرون القوانين التي يسطرون بعد أن يتمكنوا من تحكيم قبضتهم على المؤسسات التشريعية، كما فعلت مافيا حيم والتي تمكنت حكومته الخفية من تشريع قانون يخص تقادم الشكايات فيما يخص نهب العقارات (سنعود له في خضم تحقيقنا) ،وجدوا الأرضية خصبة أيام زمن الحكومة التي كان يتولاها حزب الإتحاد الإشتراكي ...ليتمكنوا من إستقطاب حزبا بأكمله لجانب النخبة الفاسدة التي جعلوها تنام في الأحلام وتتوه وسط زحام ما يغدقون عليهم من الرشاوي والإيثاوات...

 

الإعلام وما أدراك ما الإعلام ،لسان التمكين الذي لم ينساه صانعوا المافيا فكان حريا بهم أن يدخلوه للعبتهم ليجدوا لسانا لهم ينقي لهم الطريق كجندي ساهر على عدم المساس بمصالحهم وليطبل لكل قانون يسعون لإتخاذه كمطية لنهبهم وسطوتهم ،فتمكنوا من إدخال منابر من جرائد مكتوبة منها الموالية للحزب الذي إستقطبوه ومنها من كانوا هم وراءها في الخفاء يشترون لها المقرات واللوازم التي تحتاج حتى تصبح رهينة لهم تتكلم بلسانهم وتغني على أوثارهم ،وطبعا تعتبر الجرائد الأولى في البلد الذي وضعوا عليه أعينهم بمنظار البندقية الكاثمة للصوت،بعد أن يسطروا هم ونخبهم الفاسدون التهم والقضايا التي يريدون..ويلفقونها لمن يريدون يحركون لسان الإعلام الذي إشتروه لتثبيت التهم على ضحاياهم ،حينها سيتحرك رجال الأمن الذين إشتروهم بعد أن يحكم لصالحهم القاضي الذي تحت إمرتهم..فتضيع الحقوق على أصحابها فيخرج لنا جيلا يحمل كرها دفينا للبلاد التي سيراها ظالمة فتتفرخ لنا خلايا كل هدفها الإنتقام ..ولا يستغرب أحد للصمت المطبق الذي يبديه إعلام البلاد المرئي لمثل هذه القضايا،لأن الإعلام المرئي مرهون فقط  لتبليد الشعب وإدخال فكرة العام زين في عقله الباطني، حتى تهضم حقوقه وهو يرى بأم عينيه من طرف أمثال تلك المافيات ويستأنس بها ...

 

 

 مافيا حيم التي منحت المثال الصارخ لما ذكرناه أعلاه، بالرغم من الأحكام السجنية التي أخدوها في ملف الدكتور بريسو الذي نهبوا عقاره ..تظل أحكام قليلة بالنسبة لحجم الجرم الذي إرتكبوه ،فهم شوهوا سمعة بلاد وعرضوا أمنه للخطر،إذ لو تسامحنا معه كبلاد ومع رفاقه الذين مازالوا متواجدين خارج السجن فإننا سنرث جيلا سيكرهنا للأبد ،لأن حيم وعصابته لم يسرقوا عقارات لأصحابها فقط بل سرقوا الشعب المغربي بأكمله وسرقوا أحلام المغاربة وعطلوا عجلة التنمية سنين ،ونهبوا أموال الصناديق للدولة، وأفسدوا مؤسسات دولة وشجعوا على الرشوة، فأصبحوا مفسدين في الأرض بعد أن سرقوا العرض (بكسرة تحت العين)...

 

فتحول أعضاء أمثال تلك المافيات بنخبهم الحامية لهم لمرضى طغى جانب (الهو) لديهم على جانب (الأنا والأنا الأعلى) وطبعا فالهو والأنا والأنا العليا ثلاثة مصطلحات قدمها (سغموند فرويد) يعتبرها أقسام النفس psyche حسب ما يدعى "النظرية البنيوية" "structural theory" لسيغموند فرويد. في عام 1932 قدم فرويد هذه المصطلحات الثلاث ليصف فكرته عن التقسيم بين العقل الواعي conscious والعقل اللاواعي : الهو 'ego' والأنا 'id' والأنا العليا 'super-ego'. يعتقد فرويد أن هذه المصطلحات تقدم وصفا ممتازا للعلاقات الديناميكية بين الوعي واللاوعي فالأنا (غالبا ما تكون واعية) تتعامل مع الواقع الخارجي، والأنا العليا (واعية جزئيا) هي الوعي أو المحاكمة الأخلاقية الداخلية (The Freud Exhibit: L.O.C.). في حين تمثل الهو اللاوعي وهي مخزن الرغبات والغرائز اللاواعية والدوافع المكبوتة.

 

فالهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى يتضمن الهو جزئين: o جزء فطري: الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى. o جزء مكتسب: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور) من الظهورويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع وهو لا شعوري كلية...وهو ما طغى على أعضاء تلك المافيا فأصبحوا يسرقون الناس وحتى الدولة وهم مطمئنين بكونهم محميين فإزداد جشعهم وإستأنسوا به، حينها سيأخذون الطريق للإستلاء على كرسي الحاكم للبلاد التي ينهبونها..وذلك بإدخال البلاد في فوضى هم من سيسعون لتمويلها من تحت الطاولة..وحينما بدأنا نفضحهم لم يستسيغوا ذلك لأن الهو عندهم طغى على الأنا والأنا الأعلى لديهم، فصاروا لا يتحملون من ينتقدهم وهم يعتبرون أنفسهم الحكام بأمرهم ،وحينما إختطفونا كان هدفهم إستعمال نفس الطرق التي كانوا يستعملونها مع ضحاياهم (تلفيق التهم) والتي يفصلها لحسابهم (محاميوهم) من النخبة الفاسدة..وليؤكد تهمتهم (إعلامهم) وهو ما حذث وكشفناه في حينه خلال تتبعنا لهم بالحلقاة التسعة التي أسقطتهم من برجهم العاجي وفرقتهم ،فبعد أن أخذنا في تغطيتنا لفضائحهم بدأنا نضرب لب (الهو) لديهم والذي خيل لهم بأنهم هم الصواب بالرغم من كونهم والنخبة الفاسدة معهم يعلمون أنهم على خطأ، وبأنهم من المستحيل أن ينهزموا في معركة وهم من كانوا يربحون كل المعارك ؟؟ ..لكن الهو المرتفع عندهم في اللاشعور يجعلهم يستمرون في الدفاع عن ظلمهم الذي أغرقوا فيه العباد ويتلذذون بمعانات الناس ونسوا بأن للظالم يوم وساعة الظلم قليلة ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ...






للتواصل معنا

0632268239

بريد الجريدة الإلكتروني

  [email protected]

 

المرجو التحلي بقيم الحوار  وتجنب القذف والسب والشتم

كل التعليقات تعبر عن راي أصحابها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



الرباط تحض رجال الأعمال الأمريكيين على الاستثمار فى المغرب

هل سيعين مزوار زعيم الأحرار السابق المنصوري سفيرا بأمريكا؟

الصندوق العالمي لمكافحة السيدا يدعم وزارة الصحّة بـ 30 مليارا

الحق في طلب يد رجل!

العيون :مواجهات عنيفة

القبض على أكبر تمساح في العالم

قراءة في أنباء صحف بداية الأسبوع

قراءة في عناوين الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2014

عناوين الصحف الصادرة اليوم الخميس 10 أبريل 2014

قراءة في عناوين الصحف الصادرة اليوم الجمعة 11أبريل 2014