الداخلة بريس _ لماذا حرية الصحافة مهمة؟


أضيف في 10 ماي 2014 الساعة 01:02


لماذا حرية الصحافة مهمة؟


 

بقلم : علي أنوزلا

يحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام باليوم العالمي للصحافة، وهو اليوم الذي اختارته "اليونسكو" لتذكيرنا بأهمية حرية الصحافة في حياتنا، وفي بناء مجتمعاتنا. فإذا كانت حرية الرأي هي أصل الحريات، فإن حرية الصحافة  تكاد تعتبر اليوم جوهر كل الحريات، لأنها هي التي تتيح للحريات الأخرى التعبير عن نفسها. وأكثر من ذلك، هي التي تتصدى لحمايتها والدفاع عنها في حال تعرضها لأية مضايقات من أية سلطة كانت. ولذلك توصف الصحافة في مجتمعاتنا الحديثة بأنها "سلطة رابعة"، وهناك من يصفها بأنها "سلطة مضادة"، أي أنها السلطة التي تقف في وجه "تغوّل" السلطات الأخرى التقليدية: التنفيذية والتشريعية والقضائية. وفي العالم الأنجلوساكسوني، توصف الصحافة بأنها "مدعي عام" الشعب، أي أنها تلعب دور محامي الشعب والمدافع عن المصلحة العامة.

حرية الصحافة هي أيضا المعيار الذي باتت تقاس به درجة ديمقراطية المجتمعات والدول، لأن التعددية الحزبية يمكن أن تكون شكلية، والانتخابات يمكن أن تكون صورية أو مزورة، والتنوع قد يتحول إلى مجرد خطاب للاستهلاك، لكن لا يمكن الحديث عن حرية الصحافة إلا في ظل وجود صحافة حرة فعلا، قادرة على الانتقاد ومخاطبة الناس بلغة واقعية يلمسونها في حياتهم اليومية بعيدا عن لغة "البروباجندا" التي سرعان ما تنكشف.

فالصحافة الحرة لها دور في التوعية بالحقوق التي تنص عليها القوانين، ومن مهامها تقصي الحقائق التي لا يراد إطلاع الرأي العام عليها، وواجب عليها تمكين المواطن من الوصول للمعلومة التي تساعده على ممارسة المواطنة الفاعلة والمسؤولة، حتى يكون قادرا على مراقبة السياسات العامة. كان الرئيس الأمريكي توماس جفرسون (1743- 1826) يقول: "لو ترك لي الخيار بين أن تكون لنا حكومة من دون صحف، أو صحف من دون حكومة، فلن أتردد في اختيار الثاني ". 

فإذا كان من واجب أساسي على الصحافة الحرة أن تقوم به في عالم اليوم، فهو واجب الدفاع عن الحق في توفير المعلومة للمواطن. لأن من يحتكر المعلومة يملك السلطة، ومن يتاح له الحق في الوصول إلى المعلومة نفسها يكون قادرا على مراقبة ومساءلة ومحاسبة صاحب تلك السلطة. الصحافة الحرة تساهم في تكوين الرأي العام المستقل، وفي الرقي بالمشاركة المجتمعية للمواطن. وهذا ما يفسر الاستهداف المتكرر  لحريتها، عندما تُواجه بالقمع بمختلف أشكاله وبالمضايقات بكل أنواعها، وبالحصار الاقتصادي على موارد عيشها، إلا أن أخطر حالات  فقدان الحرية هي عندما يفقد الصحفي ضميره. فعندما لا يشتغل الصحفي بضمير حي يحترم أخلاقيات العمل الصحفي، يكون أيضا مسؤولا عن الانتهاكات الصارخة للحقوق التي تنتج عن كتاباته، ومتواطئا ضد مواطنيه، بصمته أو بتسخيره لقلمه، أو فقط عندما لا يقوم بواجبه كما يمليه عليه نبل الرسالة التي يحملها.






للتواصل معنا

0632268239

بريد الجريدة الإلكتروني

  [email protected]

 

المرجو التحلي بقيم الحوار  وتجنب القذف والسب والشتم

كل التعليقات تعبر عن راي أصحابها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



إصلاح الإدارة وربط المسؤولية بالمحاسبة: أية علاقة؟

السياسة المخزنية في إفريقيا ومخاطرها

البيجيدي والبيدوفيليا الحلال

الحكومة وعقدة الزيادة

مغربة الصيد البحري.. مشروع مرسوم في الاتجاه المعاكس

وضعية المرأة المعاقة في المغرب

في ذكرى الشهيد أيت الجيد محمد بن عيسى

احتماء الفرنكفونية بالملكية لا يعفي من مقاومتها

حماية وتطوير العربية: في أي دولة سيسن هذا القانون؟

في زوبعة ضبط أذان صـلاة الصبح