ما هي أسباب توقف مهرجان الصحراء والبحر ؟

 

 

الداخلة بريس : سناء صداق

"الصحراء و البحر "، فضاءان متراميا الأطراف، يوجد فيهما من المتناقضات ما جعل أحد حكماء العرب يصف العجب في البحر، فرغم كل الاختلاف، استطاعت مدينة الداخلة الجمع بين المتناقضتين في خلق مهرجان كان من بين أنجح المهرجانات على الصعيد الوطني، كما استطاع تسويق المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة على مستوى عالمي، حيت صارت مدينة الداخلة محجا لهواة الرياضات البحرية من أبطال عالمين، وباحثين عن المتعة والراحة، فضلا عن جلب اهتمام مستثمرين محلين ووطنين وعالمين، فمهرجان الصحراء والبحر كان متنفسا حقيقيا لساكنة هي في أمس الحاجة إلى نشاط من هذا الحجم.

مهرجان جمع كبار الفنانين على المستوى العالمي، عربا كانوا أم أجانب، فعلى مدى سنوات كانت الداخلة محط اهتمام كل المنابر العالمية مسموعة كانت أو مكتوبة أومرئية،  فهذا المهرجان جمع بين الثقافة والفن، كما استطاع أن يثمن التراث الحساني اللامادي ، وأخرج من رحم أحياء المدينة، فنانين استطاعوا حمل مشعل الفن على الصعيد الجهوي والإقليمي،  فكل هذه المكتسبات كانت محركا حقيقيا لعجلة الاقتصاد محليا،  إلا انه و للأسف عجلتنا هاته أصيبت بعطب فتركت القافلة متوقفة في مكانها مند عهد بعيد، لم تجد بعد من يعيد لها ديناميكيتها ،  لتتوقف معها كل المكتسبات ليطرح ألف تساؤل عن مصير هذا النشاط الكبير الذي استطاع في فترة قصيرة أن يضع مدينة الداخلة في الواجهة.

 أو ليس كل من يهمه أمر هذا الحدث، أو لم تشفع الاستثمارات الكبرى في النسخ السابقة لما تحقق، أم لا يوجد في المدينة من يستطيع إحياء هذا الإرث الثقافي ، أو ليس من حق ساكنة المدينة في إحياء مهرجانهم وهم الذين يعيشون في أقصى منطقة من مملكتنا الحبيبة ، أم إن الحرمان والبعد اجتمعا على أهل المنطقة وهم الذين يرغبون في إحياء هذا المهرجان ،  فهل تجد أصواتهم المتعالية من يستجيب لها ويعيد الإعتبار لمهرجان الصحراء والبحر؟