الجزائر..آخر أقوياء فترة بوتفليقة يلتحق برفاقه في السجن

الداخلة بريس:

أودع عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين السابق للاتحاد العام للعمال الجزائريين، الحبس المؤقت، على خلفية مواجهته بتهم فساد. ويعد الرجل من أبرز داعمي الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وأحد عرابي العهدة الخامسة بسيطرته على أكبر نقابة عمالية وتوظيفها لصالح مشروع بقاء الرئيس المريض في الحكم.

أمر قاضي التحقيق بالقطب المالي والاقتصادي لمحكمة سيدي امحمد بالعاصمة الجزائرية في ساعة متأخرة ليلاً من يوم الخميس الأخير، بإيداع عبد المجيد سيدي السعيد الحبس المؤقت، على خلفية تهم فساد لم يكشف عن تفاصيلها لحد الآن. وبقي سيدي السعيد طيلة السنوات الثلاث الماضية في حالة توار عن الأنظار ينتظر دوره في المتابعة القضائية بعد جر كبار المسؤولين السابقين، لكن سهم النيابة كان في كل مرة يخطئه، ما جعل البعض يعتقد أن الرجل يتمتع بحصانة مفترضة تقيه المتابعة الجزائية.

ويأتي هذا التطور المهم ليعيد إحياء ملف قضايا الفساد في فترة الراحل بوتفليقة، بعد فترة لم يعد فيها الاهتمام كبيراً بهذه القضايا بفعل تكرار نفس المتابعات في حق المسؤولين السابقين، خاصة الوزيرين الأولين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال ورجال الأعمال وفي مقدمتهم علي حداد زعيم منتدى رؤساء المؤسسات سابقاً. وسيكون منتظراً بقوة، طبيعة التهم الموجهة لسيدي السعيد وتصريحاته خلال المحاكمة بالنظر لقربه الشديد من شقيق الرئيس والحاكم الفعلي في فترة مرضه السعيد بوتفليقة.

وعلّق البعض على هذا الخبر، بنشر صور اجتماعات الثلاثية (النقابات وأرباب العمل والحكومة) في السنتين اللتين سبقتا الحراك الشعبي في 2019، والتي كانت تظهر فيها العلاقة القوية لكل من عبد المجيد سيدي السعيد وعلي حداد وأحمد اويحيى، وهم اليوم جميعهم بالسجن بعد التحاق ثالثهم. بالمقابل، لم تكن علاقة سيدي السعيد قوية بالرئيس الحالي عبد المجيد تبون عندما تم تعيينه وزيراً أول في 2017، فقد ساهم في الإطاحة به من منصبه عبر التحالف مع رجل الأعمال علي حداد الذي نشبت بينه وبين الوزير الأول تبون خلافات قوية، وانتهى الأمر بإقالة تبون ثلاثة أشهر فقط بعد تعيينه، ليعود وقتها أحمد أويحيى للوزارة الأولى.

ويعاب على هذا الرجل انحيازه إلى خيارات اقتصادية صبت بوضوح في مصلحة رجال الأعمال على حساب الطبقة الشغيلة التي يفترض أن يكون أول مدافع عنها، وظهر مسانداً لكل إجراءات الحكومية التقشفية التي أوقفت التوظيف بالمؤسسات العمومية وزادت من الضرائب وأسعار الوقود وامتناعه عن انتقاد التسهيلات الجبائية الضخمة التي استفاد منها جل رجال الأعمال الموجودين حالياً بالسجن.

عن القدس العربي