الداخلة بريس:
عاشت موريتانيا الثلاثاء أول أيامها دون الصحف الورقية التي أعلن عن توقفها بسبب مشاكل الطباعة.
واختفت الصحف الورقية الموريتانية، الثلاثاء، إثر بيان أبلغ فيه تجمع الصحافة الموريتانية “جميع القراء بقرار التوقف عن الظهور، إلى غاية التسوية النهائية لمشكلة الطباعة”.
وأضاف التجمع شارحا أسباب قرار التوقف: “إزاء الإرادة السيئة التي أبدتها اللجنة المكلفة بتوزيع صندوق دعم الصحافة للعام 2019، التي وبعد مرور أزيد من شهر على انتهاء عملها، لم توقع بعد اتفاقا مع المطبعة الوطنية، قرر تجمع الصحافة الموريتانية أن يطلع الرأي العام على ما حصل”.
“فبعد الدعوات المتكررة لأعضاء هذه اللجنة، وتعبئتهم حول المشاكل الكبيرة التي تواجه الصحافة المكتوبة، والتي لم تحصل إلا على أقل نصيب من الصندوق، يضيف البيان، لاحظ تجمع الصحافة الموريتانية بكل أسف أن اللجنة بصدد اللعب على مسألة الوقت، من أجل أن يتم استخدام هذا المبلغ القليل جدا المخصص للمساهمة في الحد من تكاليف طباعة الصحف، في أغراض أخرى”.
وتابع التجمع بيانه قائلا: “إن بعض أعضاء اللجنة يعارضون وبشكل علني دفع المبلغ للمطبعة الوطنية، ويزيدون من وضع العراقيل، رغم أن مداولات لذات اللجنة خصصت المبلغ لطباعة الصحف”.
وأضاف البيان: “إن تجمع الصحافة الموريتانية يطالب السلطات التدخل بسرعة، من أجل تلافي تبديد هذا المبلغ”.
وتخصص الحكومة الموريتانية سنويا مبلغ 200 مليون أوقية (500 ألف أورو)، لدعم الصحافة يتنافس عليه الإعلام بكافة أوجهه الإلكتروني والورقي والسمعي البصري.
وتعود معاناة الصحافة الورقية في موريتانيا إلى عوامل متعددة، من بينها ما يعبر عنه بـ”انفجار الوسائط الاتصالية وسيادة الوسيط الإلكتروني بخصائصه الانسيابية والتفاعلية”.
وتعاني الصحافة الورقية الموريتانية إلى جانب ذلك مشاكل بنيوية، من أهمها “هشاشة المقاولات الصحفية، وغياب المؤسسية التي حالت دون استدامتها وأبقت التجربة مجرد طموح فردي لتأسيس صحيفة، وليس انخراطا جديا في مسار التأسيس”.