الداخلة بريس:
علم من مصادر مطلعة في الداخلية أن الوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على لائحة تعيينات من نوع خاص، تهم تسمية 12 مسؤولا، برتبة كاتب عام في الجهات من أجل تدبير ورش اللاتمركز الإداري والجهوية المتقدمة، وفقا لما أوردته يومية الصباح.
وبحسب ذات الصحيفة، ستناط بالكتاب العامين الجدد مسؤولية وحيدة، هي تنزيل وتدبير ورش الجهوية المتقدمة، وتدبير ملف اللاتمركز الإداري، ونقل الاختصاصات إلى الجهات، بدل الإبقاء عليها ممركزة في المدن الكبرى.
وتسعى وزارة الداخلية من خلال هذا الجيل الجديد من المناصب، إلى نسج علاقات متجددة مع الجماعات الترابية البعيدة عن المركز، تقوم على أسس التعاون والتفاعل والتشاور والشراكة، حتى يتسنى إحداث التفاعلات الضرورية لإنجاز ورش الجهوية المتقدمة، التي وضعها جلالة الملك، متطلعا إلى تحقيقها على أرض الواقع. وبالنظر إلى مكانة الصدارة المعترف بها في الدستور، فإن الجماعات الترابية، خاصة الجهات، مدعوة للعب الدور المتميز المنوط بها، وتقديم مساهمتها الخاصة، لتقويم اختلالات النموذج الحالي، بالتخفيف من الفوارق الطبقية والتفاوتات الترابية، والسير بخطى حثيثة وحازمة على درب العدالة الاجتماعية.
وبرأي مهتمين بورش الجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري، فإن إجراءات التعيين ذاتها، لن تمنح نفسا جديدا للورش نفسه، إذا لم تحضر «الحكامة»، بغض النظر عن الآليات التي اعتمدت، أبرزها القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية.
ورغم أهمية مرحلة تأسيس الجهوية المتقدمة، التي أرسى دعائمها دستور 2011، فإن المديرية العامة للجماعات المحلية، لم تحرص بما فيه الكفاية على تفعيل هذا الورش، وهو ما أغضب صناع القرار في الداخلية، الذين يسابقون الزمن من أجل الإعلان عن تعيينات جديدة، مهمتها العمل على التنزيل الحقيقي لهذا الورش الكبير الذي لم تحسن حكومة العثماني تدبيره.
وقبل التعيينات المرتقبة في صفوف الكتاب العامين المكلفين بتنزيل الورش نفسه، سارعت المديرية العامة للجماعات المحلية التي تنتظرها تغييرات كبيرة، إلى إصدار مجموعة من المراسيم التطبيقية والدوريات التوضيحية، همت أساسا الجوانب المالية للجماعات، وإعداد برامجها التنموية والنظام الأساسي لمنتخبيها.
وينتظر أن تجد وزارة الداخلية، وهي تسعى إلى تنزيل الجهوية المتقدمة، صعوبات كبيرة، في العنصر البشري، إذ يرفض جل الموظفين «الكبار» التنقل إلى الهوامش والقرى والمدن الصغيرة، ويريدون البقاء في المدن الكبيرة، وهو ما سيثير مشاكل كبيرة لحظة إعادة انتشار جيش الموظفين ، تضيف صحيفة الصباح.