الداخلة بريس:
أعلن الملحق الثقافي في سفارة إيران بالجزائر، أمير الموسوي، فجأة مغادرته البلاد، في تدوينة له على صفحته في "فيسبوك" أرفقها بصورة وهو يمتطي الطائرة.
ووفقا ليومية الأحداث المغربية التي أوردت الخبر في عددها الصادر اليوم، يتبين أن وأثار هذا الخروج المفاجئ للدبلوماسي الإيراني مجموعة من التساؤلات لدى الجزائريين، حول الدور الذي ظل يلعبه داخل بلدهم، وفيه الظاهر الذي استفزهم، وفيه الخفي الذي توصلت إليه السلطات الجزائرية، أو كانت تغض الطرف عنه حتى استفحل الوضع، ولذلك كتبت جريدة"الشروق" أن مصادر رجحت أن تكون السلطات الجزائرية قد طلبت من إيران سحب الموسوي بسبب المشاكل التي أحدثها في فترة إقامته بالجزائر.
وذكرت " الأحداث المغربية" أن ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، كان قد اتهم في حوار مع مجلة "جون أفريك"، شهر مايو الماضي، الجزائر بتوريط إيران عن طريق "حزب الله" في قضية الصحراء، مذكرا أن حلقة الوصل بين الأطراف هو المستشار الثقافي في سفارة إيران أمير الموسوي، الذي اتهمه كذلك بأنه معروف بالإشراف على عملية التشييع في العالم العربي وإفريقيا.
وكشف وزير خارجية المملكة، وفق الصحيفة ذاتها، أن هناك اجتماعات عديدة عقدت بين جبهة البوليساريو و"حزب الله" في مخبأ جزائري معروف جدا للأمن الجزائري، وهو مستأجر لجزائرية متزوجة من قيادي في "حزب الله"، تم تحويلها إلى عميلة لصالح هذا الحزب، متخصصة بجبهة البوليساريو.كل هذه المعطيات الدقيقة أنكرتها الجزائر لتجد نفسها محرجة في الداخل من خلال معطيات كشفت عنها جهات جزائرية.
ومن المآخذ المسجلة على الموسوي، وخلفت استياء كبيرا في الجزائر، تهجمه على السيدة أنيسة، أرملة الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، بعد إعلانها عن مساندتها للمعارضة في إيران.
وكان التحول الكبير في علاقة الموسوي بالجزائر، الموقف الذي أبان عنه المستشار الإعلامي السابق في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، الذي طالبه صراحة بمغادرة البلاد، نظرا للدور السلبي الذي يقوم به، وهو الأمر الذي تحقق أخيرا.
وتوقعت " الأحداث المغربية"، في ختام تقريرها الإخباري، أن تسمح مغادرة الملحق الثقافي في سفارة إيران بالجزائر بظهور معطيات ظلت السلطات الجزائرية تتجاهلها لفائدة عدم تزكية الاتهامات المغربية لإيران باستعمال "حزب الله" لوضع أرجلها في المنطقة، وداخليا لخص الحقوقي الجزائري أنور مالك المشهد بالقول على حائطه في "فايسبوك":"ترحل أفعى وستأتي أخرى، والنضال ضد مشروع الخمينية مستمر".