الداخلة بريس _ فكرة المؤتمر الدولي حول اقتصاديات الصحراء - الداخلة: .''فكر عالميا ونفذ محليا''


أضيف في 23 أبريل 2018 الساعة 18:49


فكرة المؤتمر الدولي حول اقتصاديات الصحراء - الداخلة: .''فكر عالميا ونفذ محليا''


 

 

الداخلة بريس : الدكتور الوالي عيلال : رئيس المؤتمر الدولي حول اقتصاديات الصحراء, الداخلة و أستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة.

 

فكرة "المؤتمر الدولي حول اقتصاديات الصحراء - الداخلة"، رأت النور لأول مرة في "جمعية رواد الصحراء"، هذه الجمعية تهدف إلى تنمية المجالات الجغرافية ذات الطبيعة الصحراوية، عبر المناولة العلمية الأكاديمية، التي تتجلى في اقتصاديات الصحراء. فيما بعد، تبلور هذا المسعى في قالب مؤسساتي، من خلال شراكة بين المجلس الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب و المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة.

فلماذا هذا المؤتمر؟ لطالما كانت الصحراء تارة مرادف للصفاء الروحي و التحرر من المتطلبات المادية الكمالية و تارة أخرى مرادف للندرة و قسوة الظروف الطبيعية. لكن عبر العصور تحتفظ الصحراء بسر جاذبيتها العصي على التأويل، فلعله لم يكن من قبيل المصادفة أن الصحراء هي مهد جميع الرسالات السماوية.

يقول الكاتب الكبير أنطوان دو سانت إكزوبيري، على لسان الأمير الصغير (الكتاب الأكثر ترجمة في العالم) " إن ما يجعل الصحراء جميلة، هو أنها تخفي بئر ماء، في مكان ما." و أنا اعتقد أن الأمير الصغير حينما يكبر، فقد يقول "إن ما يجعل الصحراء، فعلا جميلة ، هو أنها تخفي في مكان ما، بئر نفط أو غاز، أو أنها قد تذهلك حين تكشف النقاب عن مفاتنها المرصعة بمناجم الذهب و المعادن النفيسة."

أضحت جهة الداخلة في السنوات الأخيرة، وجهة لما يمكن أن نعتبره بسياحة المؤتمرات. هذا النوع من السياحة قد ينعكس إيجابيا على هذه الجهة، إذا ما نظرنا إلي المعنى الحقيقي لسياحة المؤتمرات. و من المفترض عموما في هكذا تظاهرات، أن تعود بالنفع الاقتصادي المباشر عن طريق الرواج الذي قد تخلقه أثناء انعقادها، بغض النظر عن طبيعة المواضيع المثارة و مدى ارتباطها بالتنمية الجهوية. بالمقابل هناك نوع آخر من المؤتمرات يناقش مواضيع ذات علاقة وثيقة و واضحة بالتحديات التنموية الحقيقية و المحلية.

من هذا المنطلق، يأتي هذا المؤتمر كأول مؤتمر علمي دولي ينظم بجهة الداخلة وادي الذهب، من طرف مؤسسات تابعة كليا لها، و هو متخصص في قضايا و شؤون التطوير و التنمية المستدامة و المتكاملة في المناطق الصحراوية، أينما وجدت على المستوى الدولي. مع مراعاة المعايير و المواصفات الأكاديمية و العلمية الدقيقة التي يجب أن تحترم، بدءاً من اللجان العلمية، مروراً بالتقييم الموضوعي، انتهاءً بالخلاصات و التوصيات الموجهة لمسيري الشأن العام المحلي، الوطني و الدولي.

فكل مؤتمر علمي دولي، تسهر عليه لجنة علمية متخصصة، مهمتها هي اختيار أجود مشاريع البحوث من بين ملخصات الأوراق العلمية الواردة إليها من جميع أنحاء العالم، من خلال موقع الكتروني، لضمان الموضوعية، التي تتجلى في أن اسم الباحث تجهله اللجنة العلمية، أعضاء هذه الأخيرة يتخذون قراراتهم بطريقة مستقلة عن بعضهم، فهم يتعاملون مع الأوراق العلمية و ليس الأشخاص. يتم نشر البحوث المختارة في مجلات علمية محكمة تخضع لنفس المعايير.

و يعد هذا المؤتمر فرصة سنوية و منصة عالمية لتبادل التجارب، الخبرات و الأفكار، بين مختلف الفاعلين المؤثرين و حتى المحتملين، في جميع مناطق العالم، حيث توجد صحراء. هذا النقاش ينصب على مجمل المواضيع المتعلقة باقتصاديات الصحراء، مثل: السياحة، البحر والصيد، الفلاحة، المواد الأولية و المعادن، الطاقات المتجددة، التراث الثقافي المادي وغير المادي، التجارة، النقل والخدمات اللوجستية، الطبيعة والبيئة، وأخيرا، التكنولوجيا.

و باعتبار أن هناك بعض البلدان التي تمتلك خبرة رائدة و معرفة علمية تراكمية كبيرة في تنمية المجالات لصحراوية، فلقاء كهذا، في مكان واحد، ستتمخض عنه، بكل تأكيد، نتائج عملية و مباشرة على ارض الواقع، بسب الأفكار المتولدة عن تفاعل و تلاقح مثل هذه التجارب التنموية المتنوعة، مما سيؤدي، حتما، إلى بروز مشاريع وخطط جديدة و مبدعة، تفتح آفاق تنموية محلية و هذا هو أفضل تجسيد لشعار: "فكر عالميا ونفذ محليا."

ويبقى الهدف الأسمى لهذا المؤتمر هو أن يكون له انعكاس ايجابي وملموس على حياة سكان المجالات الجغرافية الصحراوية، من خلال التوظيف العلمي الأمثل للوسط الصحراوي الذي يعيشون فيه، عبر تطبيق مبادئ و أدوات الذكاء الاقتصادي الترابي.

و لطالما أكد جلالة الملك، في أكثر من خطاب، على الأهمية التي يكتسيها صون و حفظ الثقافة والتراث الحسانيين، تماشيا مع مقتضيات الدستور. من هنا و آخذاً بعين الاعتبار أن الثقافة الصحراوية الحسانية، ماهي إلا رافد من روافد "ثقافة الصحراء" عبر العالم، سيتم في الطبعة المقبلة من المؤتمر، التركيز على موضوع "اقتصاديات ثقافة الصحراء"،عوض الاقتصار فقط على الجانب الفلكلوري الغني لهذه الثقافة. فكما هو معلوم أن الثقافة بدورها أصبحت صناعة. ولضمان استمرارية أي ثقافة، في عالم معولم، يحكمه منطق اقتصادي صارم، ينبغي أن يتم ربطها بالدورة الاقتصادية، بدلا من الاعتماد فقط على الحماسة الفردية، التي لم تعد كافية للحفاظ على التراث الثقافي.

فالنسخة المقبلة من هذا المؤتمر العالمي، ستكون مناسبة لإلقاء نظرة اقتصادية على ثقافة سكان الصحراء، باعتبارها صناعة، من طرف باحثين، خبراء و مختصين من كل أرجاء العالم. و على سبيل المثال، تشمل ثقافة الصحراء، مايلي: الثقافتين الصحراوية الحسانية و الصحراوية الأمازيغية (المغرب و موريتانيا)، الثقافة الصحراوية الأمازيغية لدى الطوارق (النيجر، مالي، ليبيا، موريتانيا، الجزائر...)، الثقافة العربية الصحراوية (دول الخليج و الشرق الأوسط)، ثقافة الأبوريجين (استراليا)، ثقافة سكان صحراء غوبي (الصين و منغوليا) و ثقافة سكان صحراء سونورا (المكسيك و الولايات المتحدة الأمريكية)...






للتواصل معنا

0632268239

بريد الجريدة الإلكتروني

  [email protected]

 

المرجو التحلي بقيم الحوار  وتجنب القذف والسب والشتم

كل التعليقات تعبر عن راي أصحابها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



إصلاح الإدارة وربط المسؤولية بالمحاسبة: أية علاقة؟

السياسة المخزنية في إفريقيا ومخاطرها

البيجيدي والبيدوفيليا الحلال

الحكومة وعقدة الزيادة

مغربة الصيد البحري.. مشروع مرسوم في الاتجاه المعاكس

وضعية المرأة المعاقة في المغرب

في ذكرى الشهيد أيت الجيد محمد بن عيسى

احتماء الفرنكفونية بالملكية لا يعفي من مقاومتها

حماية وتطوير العربية: في أي دولة سيسن هذا القانون؟

في زوبعة ضبط أذان صـلاة الصبح