الداخلة بريس _ حتى لا نخلف الموعد مع المستقبل


أضيف في 23 أبريل 2018 الساعة 11:48


حتى لا نخلف الموعد مع المستقبل


الداخلة بريس: بقلم سدي علي ماء العينين

كلام يتردد في كل المجالس و في خطب الساسة و وسط الأسر عن التعليم و الصحة و الامن و القضاء .

و في تقديري الشخصي فإن المغرب يملك من المؤهلات البشرية و الطبيعية و من التطلعات و البرامج الإستراتيجية ما يجعله رائدا ليس على المستوى الإفريقي و المغاربي و لكن على المستويين الاوروبي و العالمي .

القائمون على هذه البلاد محكومون بتوازنات الدولة و حسابات موازين القوى الإقليمية  و الدولية ؛وتلميع او إبراز صورة المغرب و ضمان مكانة له بين الكبار كدولة حداثية و منفتحة ؛ وإنخراط بناء في التوجهات الدولية كبلد محب للسلم و السلام متسامح دينيا و ضابط لأقلياته المحلية و متموقع في موقع مريح في الملفات و النزاعات الدولية كصديق للجميع ....

امام هذا المجهود الجبار و الاستثنائي الذي يعطي للمغرب خصوصيته التي يتباهى بها فإن السؤال المحير :

لماذا تصر الدولة على إهمال ركائز الفرد / المواطن من تعليم وصحة و أمن وقضاء ؟

كيف يفسر أن مغاربة العالم هم رواد في مجالات مختلفة وصلت حتى( النازا)  و تمكن مغاربة من الوصول الى مراكز المسؤولية في برلمانات العالم كما في حكومات المهجر ؟

فيما تعليمنا الوطني لا يبارح مكانه بين مناهج بالية و سياسات متقلبة و إهمال للعنصر البشري و تفكك للبنيات الدراسية ...

و المواطن الذي يقاتل و يكافح من أجل لقمة العيش يجد ان أكبر ما يتهدده هو الخوف من المرض ؛فلا المستشفيات معممة بمجموع التراب الوطني ولا الكفاية موجودة  من الأطباء و الممرضين ولا التغطية الصحية منصفة للمأجورين و محرومة منها فئات عريضة من ممتهني مهن كثيرة .

و المواطن الذي ينخرط في المؤسسات و الحياة العامة و يعمل من أجل ارضه و عرضه تنتابه الريبة و القلق كلما أحس بحيف او تسلط او ظلم لأنه مدرك ان القضاء ببلادنا مساطره طويلة و أحكامه عجيبة  و مسالكه شائكة ؛ فالداخل الى المحكمة مفقود والخارج من دهاليزها مولود ...

أما الأمن ففي وقت يسوق المغرب نفسه كجهاز استخباراتي قوي دوليا ؛ و قدرته على فك ألغاز أكبر الجرائم و التي تهدد أمن الدولة الداخلي في سياسة أمنية إستباقية نموذجية؛

 فإن الأمن يفتقد الى سياسة حمائية للمواطن من جرائم التحرش و السرقة و العنف و إعتراض سبيل المارة و تفشي اللانظام وسط الأحياء الشعبية ...

فكيف لدولة أن تعيش كل هذا الإنفصام في تدبير مستقبلها ؟

وضع أفرز جوا من اللاثقة في الدولة و في المستقبل ؛و كرس النفعية و الأنانية على حساب الوطنية و المواطنة ؛و جعل المغرب يتذيل   لوائح مؤشرات التنمية عالميا ؛وجعل إقتصاده عبدا لصندوق النقد الدولي و مخططات الموازنة على حساب الشغل و الحقوق المدنية الأساسية .

مغرب بدأ يتفكك أسريا و عشائريا و قبليا و مؤسساتيا و أصبح الإنتماء النفعي هو القاعدة مما تسبب في إنحطاط القيم و تفشي الفساد و طغيان نظم ريعية غير مهيكلة في الإقتصاد و المجتمع على حد سواء.

أمام هذا الوضع و هذه النظرة التشخيصية السوداء فلا حل للمغرب إن هو أراد ان لا يسقط في الهشاشة و تقلبات المستقبل سوى أن يعتني بالثوابت الأساسية للعيش الكريم للمواطن و هي التعليم و الصحة و الأمن و القضاء

وهذا يتطلب منا تعبئة وطنية شاملة بعيدا عن الشعارات و الخطب الرنانة وذلك بوضع خطط قابلة للتنفيذ وواقعية .

فكفى من العبث بمستقبل أمتنا و وطننا.    

 






للتواصل معنا

0632268239

بريد الجريدة الإلكتروني

  [email protected]

 

المرجو التحلي بقيم الحوار  وتجنب القذف والسب والشتم

كل التعليقات تعبر عن راي أصحابها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



إصلاح الإدارة وربط المسؤولية بالمحاسبة: أية علاقة؟

السياسة المخزنية في إفريقيا ومخاطرها

البيجيدي والبيدوفيليا الحلال

الحكومة وعقدة الزيادة

مغربة الصيد البحري.. مشروع مرسوم في الاتجاه المعاكس

وضعية المرأة المعاقة في المغرب

في ذكرى الشهيد أيت الجيد محمد بن عيسى

احتماء الفرنكفونية بالملكية لا يعفي من مقاومتها

حماية وتطوير العربية: في أي دولة سيسن هذا القانون؟

في زوبعة ضبط أذان صـلاة الصبح