الداخلة بريس:
احتجزت الشرطة الفرنسية الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي للتحقيق في تمويل حملته الانتخابية.
وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم الثلاثاء 20 مارس، عن أن “الشرطة تحتجز الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، للتحقيق معه في تمويل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007”.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن التحقيقات أظهرت أن مفاوضات التمويل تمت في مؤتمر في دبي حول التعليم، ثم أجريت بعدها بعض المقابلات في مكتب ساركوزي في باريس.
وبدأ الحديث حول تلك القضية للمرة الأولى في ماي زد 2012، بحسب ما نشره موقع “ميديا بارت” الفرنسي.
وأفاد مصدر آخر بأن وزيرا سابقا وحليفا مقربا من ساركوزي، وهو بريس آورتفو، خضع أيضا للاستجواب من الشرطة صباح اليوم الثلاثاء في إطار ملف "التمويل الليبي".
ففي يناير الماضي، أوقفت السلطات البريطانية رجل أعمال فرنسي يشتبه بتحويله أموالا من القذافي لتمويل حملة ساركوزي، وتم الإفراج عنه بكفالة مالية بعد مثوله أمام محكمة في لندن.
وأشارت التحقيقات إلى أن الوسيط في تلك المفاوضات كان يدعى، زياد تقي الدين، والذي كشفت تحقيقات في نونبر 2016، أنه نقل 5 مليون دولار نقداً من طرابلس إلى باريس في نهاية عام 2006، وأوائل عام 2007، وسلمها إلى إم لكلود غيان، ونيكولا ساركوزي.
ونقلت “لوموند”، عن مصادرها داخل الشرطة الفرنسية، قولها إن التحقيقات طالت شخصيات ليبية عديدة في عهد القذافي، وهناك أدلة جديدة عن “تمويل غير مشروع” ربما يوقع نيكولا ساركوزي في أزمة كبيرة.
وبحسب الصحيفة، فإن “احتجاز ساركوزي قد يستمر لمدة 48 ساعة”.
وهزت قضية الفساد هذه الرأي العام الفرنسي عام 2013، بعد توجيه اتهامات لساركوزي بتلقي أموال من القذافي لتمويل حملته الانتخابية، في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها وتولى رئاسة فرنسا خلفا للرئيس جاك شيراك عام 2007 حتى 2012 عندما خسر أمام فرانسوا هولاند.
ومن سخرية القدر أن توقيف ساركوزي قد تم غداة الذكرى السابعة لبدء قصف الدول الغربية ليبيا في الـ19 من مارس 2011، بعد حظر جوي على ليبيا بذريعة حماية المدنيين، وكان ساركوزي من الدعاة الأكثر حماسا لضرب حكم القذافي آنذاك.