قالت بعض المصادر بأن عودة قناة الجزيرة إلى الرباط قريبة ، وهي مسألة تطرح أكثر من تساؤل عن مستقبل هذه القناة بالمغرب والدور الذي سيمكن أن تلعبه، خاصة وأنها تورطت في نشر فكر تكفيري ودعم صارخ للإخوان في مصر وتونس وليبيا والحوثيين في اليمن، فهل ستلتزم الجزيرة بالمهنية و الموضوعية في تعاملها مع المغرب ؟
ينتظر أن يتم الإعلان عن قرار بعودة قناة الجزيرة القطرية إلى المغرب، عبر إعادة فتح مكتبها المغلق منذ سنوات بالرباط بسبب إعلان هذه الأخيرة حينها عن إعدادها لوثائقي عن الملك الراحل الحسن الثاني، أشرف على إخراجه المغربي محمد بلحاج، الذي سبق و أنجز وثائقيا عن المعارض الإتحادي المهدي بنبركة، تحت عنوان "اللغز"، لفائدة ذات القناة
و كانت قناة الجزيرة قد اعتمدت في إعداد برنامجها حول الحسن الثاني على شهادات من شخصيات أجنبية تكن العداء المضمر و المعلن للملك الراحل و اشتهرت بكتاباتها و مواقفها المعارضة له كما هو الشأن بالنسبة لإنياس دال صاحب مؤلف " الحسن الثاني بين التقاليد و الحكم المطلق " فضلا عن شخصيات سياسية أخرى تعتقد الدوائر المسؤولة بالمغرب أن قيمة شهاداتها لن تنصف مسيرة الملك الراحل بقدر ما ستسيء إلى ذاكرة و ذاكرة الشعب المغربي و من ضمنها اريك لوران صاحب "الملك المفترس".
لكن هل ستعمل هذه القناة على تفادي بث "الربورتاجات ذات الطابع الحساس" الذي يقدم المغرب على أنه دولة الفقر والتظاهرات والاحتجاجات، فضلا عن اعتماد تغطية إعلامية متوازنة جدا لحقوق الإنسان بما في ذلك ما يحدث في الصحراء؟
وكانت الجزيرة قد بثت برنامجا وثائقيا عن اليهود المغاربة بإسرائيل، وحنينهم للوطن الأم،
وكذلك اليهود المغاربة الموجودين بالمغرب، وحنينهم للعودة للوطن الأم. مما يجعل أي متتبع يستشف من البرنامج أن جميع الأخوة المغاربة أصلهم يهود في الشتات حتى الآن.
كما عرضت قناة الجزيرة برنامجا حول الحراك الشعبي بالمغرب استجوبت فيه العديد من وجوه حركة 20 فبراير، واستبقت الحركة الأحزاب السياسية في النزول إلى الشارع بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس ومع انهيار حكم حسني مبارك في مصر، وطالبت بـ "إسقاط الاستبداد والفساد "، وبالحد من سلطات الملك من خلال المناداة بـ "ملكية برلمانية " يسود فيها الملك ولا يحكم. فهل بعوتها إلى المغرب ستتفادى الجزيرة سلوكها التحريضي السابق، أم أنها ستستمر في عدوانيتها، وتتمادى في زرع السموم في فكر المواطنين المغاربة، وسيندم المغرب حين لا ينفع الندم ؟